كتاب منهاج السنة النبوية (اسم الجزء: 3)

وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ (¬1) مَنْ يَقُولُ بِإِمَامَةِ الِاثْنَيْ عَشَرَ (¬2) وَلَا بِعِصْمَةِ أَحَدٍ بَعْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَلَا بِكُفْرِ الْخُلَفَاءِ الثَّلَاثَةِ، بَلْ وَلَا مَنْ (¬3) يَطْعَنُ فِي إِمَامَتِهِمْ، بَلْ وَلَا مَنْ يُنْكِرُ الصِّفَاتِ، وَلَا مَنْ (¬4) يُكَذِّبُ بِالْقَدْرِ.
فَالْإِمَامِيَّةُ بِلَا رَيْبٍ مُتَّفِقُونَ عَلَى مُخَالَفَةِ إِجْمَاعِ (¬5) الْعِتْرَةِ النَّبَوِيَّةِ مَعَ مُخَالَفَتِهِمْ لِإِجْمَاعِ الصَّحَابَةِ، فَكَيْفَ يُنْكِرُونَ عَلَى مَنْ لَمْ يُخَالِفْ لَا إِجْمَاعَ (¬6) الصَّحَابَةِ وَلَا إِجْمَاعَ الْعِتْرَةِ؟ .

الْوَجْهُ الْخَامِسُ (¬7) : أَنَّ قَوْلَهُ: " أَحْدَثُوا مَذَاهِبَ أَرْبَعَةً لَمْ تَكُنْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " إِنْ أَرَادَ بِذَلِكَ أَنَّهُمُ اتَّفَقُوا عَلَى أَنْ يُحْدِثُوا هَذِهِ الْمَذَاهِبَ مَعَ مُخَالَفَةِ الصَّحَابَةِ فَهَذَا كَذِبٌ عَلَيْهِمْ، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةَ لَمْ يَكُونُوا فِي (¬8) عَصْرٍ وَاحِدٍ، بَلْ أَبُو حَنِيفَةَ تُوُفِّيَ سُنَّةَ (¬9) خَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَمَالِكٌ سَنَةَ (¬10) تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَالشَّافِعِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَتَيْنِ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَلَيْسَ فِي هَؤُلَاءِ
¬_________
(¬1) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ: زِيَادَةٌ فِي (أ) ، (ب) .
(¬2) أ، ب: اثْنَيْ عَشَرَ.
(¬3) مَنْ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ن) ، (م) ، (و) .
(¬4) مَنْ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ن) ، (م) ، (و) .
(¬5) إِجْمَاعِ: سَاقِطَةٌ مِنْ (أ) ، (ب) ، (و) .
(¬6) أ، ب: عَلَى مَنْ لَا يُخَالِفُ إِجْمَاعَ.
(¬7) ن، م، و: السَّادِسُ، وَهُوَ خَطَأٌ.
(¬8) أ، ب: عَلَى.
(¬9) ن، م: تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ.
(¬10) ن، م: وَمَالِكٌ تُوَفِّي سَنَةَ.

الصفحة 407