كتاب منهاج السنة النبوية (اسم الجزء: 3)

[فصل كلام الرافضي على مقالة أهل السنة في القدر إِفْحَامُ الْأَنْبِيَاءِ وَانْقِطَاعُ حُجَّتِهِمْ والرد عليه]
(فَصْلٌ) قَالَ الرَّافِضِيُّ (¬1) : " وَمِنْهَا إِفْحَامُ الْأَنْبِيَاءِ وَانْقِطَاعُ حُجَّتِهِمْ، لِأَنَّ النَّبِيَّ إِذَا قَالَ لِلْكَافِرِ: آمِنْ بِي وَصَدِّقْنِي، يَقُولُ (¬2) قُلْ لِلَّذِي بَعْثَكَ يَخْلُقُ فِيَّ الْإِيمَانَ أَوِ الْقُدْرَةَ (¬3) الْمُؤَثِّرَةَ فِيهِ حَتَّى أَتَمَكَّنَ مِنَ الْإِيمَانِ وَأُومِنَ بِكَ (¬4) ، وَإِلَّا فَكَيْفَ تُكَلِّفُنِي الْإِيمَانَ وَلَا قُدْرَةَ لِي عَلَيْهِ؟ بَلْ خَلَقَ فِيَّ الْكُفْرَ (¬5) ، وَأَنَا لَا أَتَمَكَّنُ مِنْ مُقَاهَرَةِ (¬6) اللَّهِ تَعَالَى، فَيَنْقَطِعُ النَّبِيُّ وَلَا يَتَمَكَّنُ مِنْ جَوَابِهِ ".
فَيُقَالُ: هَذَا مَقَامٌ يَكْثُرُ فِيهِ خَوْضُ النُّفُوسِ (¬7) ، فَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ إِذَا أُمِرَ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِ تَعَلَّلَ بِالْقَدَرِ، وَقَالَ: حَتَّى يُقَدِّرَ اللَّهُ لِي (¬8) ذَلِكَ، أَوْ يُقَدِّرُنِي اللَّهُ (¬9) عَلَى ذَلِكَ، أَوْ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ ذَلِكَ (¬10) ، وَكَذَلِكَ إِذَا نُهِيَ عَنْ فِعْلِ مَا حَرَّمَ اللَّهُ قَالَ: اللَّهُ قَضَى (¬11) عَلَيَّ بِذَلِكَ، أَيُّ حِيلَةٍ لِي فِي هَذَا؟ وَنَحْوِ (¬12) هَذَا الْكَلَامِ.
¬_________
(¬1) م، ن: الْإِمَامِيُّ. وَالْعِبَارَاتُ التَّالِيَةُ فِي ك 86 (م) .
(¬2) ب، أ، ن: يَقُولُ لَهُ.
(¬3) م: وَالْقُدْرَةَ.
(¬4) بِكَ: لَيْسَتْ فِي (ك) .
(¬5) ك: بَلْ خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى فِيَّ الْكُفْرَ.
(¬6) ن: مَا أُمَكَّنُ مِنْ مُعَارَفَةِ، وَهُوَ تَحْرِيفٌ.
(¬7) ب، أ، ن، م: يَكْثُرُ خَوْضُ النُّفُوسِ فِيهِ.
(¬8) لِي: زِيَادَةٌ فِي (م) ، (ن) .
(¬9) لَفْظُ الْجَلَالَةِ لَيْسَ فِي (م) .
(¬10) ن، م: أَوْ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ لَهُ ذَلِكَ.
(¬11) ن، م: قَضَى اللَّهُ.
(¬12) ب، أ: أَيُّ خِيلَةٍ لِي وَنَحْوِ. . . .

الصفحة 54