كتاب منهاج السنة النبوية (اسم الجزء: 4)

وَعَامَّةُ الْأَحَادِيثِ الَّتِي يَرْوِيهَا هَؤُلَاءِ يَرْوِيهَا أَمْثَالُهُمْ، وَكَذَلِكَ عَامَّةٌ مَا يُجِيبُونَ بِهِ فِي الْمَسَائِلِ يَقُولُهُ (¬1) أَمْثَالُهُمْ، وَلَا يَجْعَلُ أَهْلُ السُّنَّةِ قَوْلَ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ وَحْدَهُ (¬2) مَعْصُومًا يَجِبُ اتِّبَاعُهُ، بَلْ إِذَا تَنَازَعُوا فِي شَيْءٍ رَدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ.
وَاعْتَبِرْ ذَلِكَ بِمَا تُشَاهِدُهُ فِي زَمَانِكَ مِنْ عِلْمِ (¬3) أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ وَالْفِقْهِ فِيهِمَا (¬4) ، وَأَنْتَ (¬5) تَجِدُ كَثِيرًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ لَا يَحْفَظُ الْقُرْآنَ، وَلَا يَعْرِفُ مِنْ حَدِيثِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَا يَفْقَهُ مَعَانِيَ (¬6) ذَلِكَ.
فَإِذَا قَالَ هَذَا: رَوَى جَدُّنَا عَنْ جِبْرِيلَ عَنِ الْبَارِي. قِيلَ: نَعَمْ. وَهَؤُلَاءِ أَعْلَمُ مِنْكُمْ بِمَا رَوَى جَدُّكُمْ عَنْ جِبْرِيلَ، وَأَنْتُمْ تَرْجِعُونَ فِي ذَلِكَ إِلَيْهِمْ. وَإِذَا كَانَ كُلٌّ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ قَدْ تَعَلَّمَ (¬7) بَعْضَ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ -[صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]- (¬8) مِنْ غَيْرِهِ، بَلْ مِنْ غَيْرِ بَنِي
¬_________
(¬1) أ، ب: مِنَ الْمَسَائِلِ كَقَوْلِ. . .
(¬2) وَحْدَهُ: سَاقِطَةٌ مِنْ (أ) ، (ب) .
(¬3) عِلْمِ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ب) فَقَطْ.
(¬4) فِيهِمَا: سَاقِطَةٌ مِنْ (ب) فَقَطْ.
(¬5) ب (فَقَطْ) : فَإِنَّكَ.
(¬6) أ، ب: وَلَا يَعْرِفُ مَعَانِيَ. .
(¬7) ن، م، و: قَدْ يَعْلَمُ، ب: قَدْ يَتَعَلَّمُ.
(¬8) صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: زِيَادَةٌ فِي (أ) ، (ب) .

الصفحة 123