كتاب منهاج السنة النبوية (اسم الجزء: 4)

فَقَالَتْ: بَلْ حُرٌّ، فَقَالَ: صَدَقْتِ لَوْ كَانَ عَبْدًا لَخَافَ مِنْ مَوْلَاهُ. فَلَمَّا دَخَلَتِ الْجَارِيَةُ قَالَ (¬1) مَوْلَاهَا وَهُوَ عَلَى مَائِدَةِ السُّكْرِ (¬2) : مَا أَبْطَأَكِ عَلَيْنَا (¬3) ؟ قَالَتْ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ بِكَذَا وَكَذَا، فَخَرَجَ حَافِيًا حَتَّى لَقِيَ مَوْلَانَا مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ فَتَابَ عَلَى يَدِهِ (¬4) .

[الجواب على قول الرافضي إن الإمامية أخذوا مذهبهم عن أهل البيت]
وَالْجَوَابُ عَنْهُ (¬5) مِنْ وُجُوهٍ: أَحَدُهَا: أَنْ يُقَالَ: لَا نُسَلِّمُ أَنَّ الْإِمَامِيَّةَ أَخَذُوا مَذْهَبَهُمْ عَنْ (¬6) أَهْلِ الْبَيْتِ: لَا الِاثْنَا عَشْرِيَّةٍ وَلَا غَيْرُهُمْ، بَلْ هُمْ مُخَالِفُونَ لِعَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَأَئِمَّةِ أَهْلِ الْبَيْتِ (¬7) فِي جَمِيعِ أُصُولِهِمُ الَّتِي فَارَقُوا فِيهَا أَهْلَ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ: تَوْحِيدُهُمْ وَعَدْلُهُمْ وَإِمَامَتُهُمْ، فَإِنَّ الثَّابِتَ عَنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - (¬8) وَ [أَئِمَّةِ] أَهْلِ الْبَيْتِ (¬9) مِنْ إِثْبَاتِ الصِّفَاتِ لِلَّهِ، وَإِثْبَاتِ الْقَدَرِ، وَإِثْبَاتِ خِلَافَةِ الْخُلَفَاءِ الثَّلَاثَةِ، وَإِثْبَاتِ فَضِيلَةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْمَسَائِلِ كُلُّهُ (¬10) يُنَاقِضُ
¬_________
(¬1) ك: فَلَمَّا أَخَذَتِ الْمَاءَ وَرَجَعَتْ وَدَخَلَتْ عَلَيْهِ قَالَ. .
(¬2) ك: الْمُسْكِرِ.
(¬3) أ، ب: عَنَّا.
(¬4) ك: حَتَّى لَقِيَ مَوْلَانَا الْكَاظِمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ -، وَاعْتَذَرَ وَبَكَى وَاسْتَحْيَا مِنْ فِعْلِهِ وَعَمَلِهِ مِنْهُ فَتَابَ عَلَى يَدِهِ.
(¬5) عَنْهُ: سَاقِطَةٌ مِنْ (أ) ، (ب) .
(¬6) أ، ب: مِنْ.
(¬7) أَهْلِ الْبَيْتِ: كَذَا فِي (أ) ، (ب) . وَفِي سَائِرِ النُّسَخِ: أَهْلِ بَيْتِهِ
(¬8) ن، م، و: عَلِيٍّ - عَلَيْهِ السَّلَامُ -.
(¬9) ن: وَأَهْلِ بَيْتِهِ، م، ص، ر، هـ، و: وَأَئِمَّةِ أَهْلِ بَيْتِهِ.
(¬10) أ، ب: كُلُّهَا.

الصفحة 16