كتاب منهاج السنة النبوية (اسم الجزء: 6)
وَالنَّقْلُ عَنْهُ لَيْسَ مُتَوَاتِرًا (¬1) ، وَلَيْسَ فِي زَمَانِنَا مَعْصُومٌ يُمْكِنُ الرُّجُوعُ إِلَيْهِ، فَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بَاللَّهِ مَا أَسْخَفَ عُقُولَ الرَّافِضَةِ.
[فصل كلام الرافضي على الوجه الرابع من وجوه إمامة علي رضي الله عنه أن الله تعالى قادر على نصب إمام معصوم]
فَصْلٌ
قَالَ الرَّافِضِيُّ (¬2) : " الرَّابِعُ: (¬3) أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَادِرٌ عَلَى نَصْبِ [إِمَامٍ] (¬4) مَعْصُومٍ، وَحَاجَةُ الْعَالَمِ دَاعِيَةٌ إِلَيْهِ، وَلَا مَفْسَدَةَ فِيهِ، فَيَجِبُ نَصْبُهُ. وَغَيْرُ عَلِيٍّ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ إِجْمَاعًا (¬5) ، فَتَعَيَّنَ أَنْ يَكُونَ الْإِمَامُ هُوَ عَلِيٌّ (¬6) . أَمَّا الْقُدْرَةُ فَظَاهِرَةٌ، وَأَمَّا الْحَاجَةُ فَظَاهِرَةٌ أَيْضًا لِمَا بَيَّنَّا مِنْ وُقُوعِ التَّنَازُعِ بَيْنَ الْعَالَمِ. وَأَمَّا [انْتِفَاءُ] (¬7) الْمَفْسَدَةِ فَظَاهِرٌ (¬8) أَيْضًا؛ لِأَنَّ الْمَفْسَدَةَ لَازِمَةٌ لِعَدَمِهِ. وَأَمَّا وُجُوبُ نَصْبِهِ، فَلِأَنَّ (¬9) عِنْدَ ثُبُوتِ الْقُدْرَةِ وَالدَّاعِي وَانْتِفَاءِ الصَّارِفِ يَجِبُ الْفِعْلُ ".
وَالْجَوَابُ: أَنَّ هَذَا هُوَ الْوَجْهُ الْأَوَّلُ بِعَيْنِهِ وَلَكِنْ قَرَّرَهُ. وَقَدْ تَقَدَّمَتْ (¬10)
¬_________
(¬1) م: بِمُتَوَاتِرٍ، ب: مُتَوَاتِرٌ
(¬2) فِي (ك) ص 147 (م) .
(¬3) ن: الْوَجْهُ الرَّابِعُ.
(¬4) إِمَامٍ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ن) ، (م) .
(¬5) ك: بِالْإِجْمَاعِ.
(¬6) ب: هُوَ عَلِيًّا، ك: هُوَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ
(¬7) انْتِفَاءُ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ن) ، (ب) .
(¬8) ب: فَظَاهِرَةٌ.
(¬9) ب: فَلِأَنَّهُ.
(¬10) ن، ب: وَقُدِّمَتْ.
الصفحة 465