كتاب منهاج السنة النبوية (اسم الجزء: 6)
فَيُقَالُ: هَبْ أَنَّ الْأَمْرَ كَذَلِكَ. فَلِمَ قُلْتَ: إِنَّ إِزَالَةَ هَذَا وَاجِبٌ. وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْأَمْرَاضَ (¬1) وَالْهُمُومَ وَالْغُمُومَ مَوْجُودَةٌ، وَالْمَصَائِبَ (¬2) : فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ، وَالْغَلَاءُ مَوْجُودٌ، وَالْجَوَائِحُ الَّتِي تُصِيبُ الثِّمَارَ مَوْجُودَةٌ، وَلَيْسَ (¬3) مَا يُصِيبُ الْمَظْلُومَ مِنَ الضَّرَرِ بِأَعْظَمَ مِمَّا يُصِيبُهُ مِنْ هَذِهِ الْأَسْبَابِ، وَاللَّهُ تَعَالَى لَمْ يُزِلْ ذَلِكَ.
الثَّالِثُ: أَنَّ قَوْلَهُ: " عِنْدَ ثُبُوتِ الْقُدْرَةِ وَالدَّاعِي وَانْتِفَاءِ الصَّارِفِ يَجِبُ الْفِعْلُ ".
يُقَالُ لَهُ: لِمَ (¬4) قُلْتَ: إِنَّ الدَّاعِيَ ثَابِتٌ وَالصَّارِفَ مُنْتَفٍ؟
وَقَوْلُهُ (¬5) : " حَاجَةٌ (¬6) الْعَالَمِ (¬7) دَاعِيَةٌ إِلَيْهِ ".
يُقَالُ لَهُ: الدَّاعِي هُوَ الَّذِي يَكُونُ دَاعِيًا لِلْفَاعِلِ، فَلِمَ قُلْتَ: إِنَّ مُجَرَّدَ الْحَاجَةِ دَاعِيَةٌ لِلرَّبِّ تَعَالَى فِيهَا؟
وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: " وَانْتِفَاءُ الصَّارِفِ " وَأَنْتَ لَمْ تَدَّعِ إِلَّا عَدَمَ الْمَفْسَدَةِ الَّتِي ادَّعَيْتَهَا، فَلِمَ قُلْتَ: لَا مَفْسَدَةَ (¬8) فِي ذَلِكَ؟ كَمَا يُقَالُ: إِنَّ الْوَاحِدَ مِنَّا (¬9) يَحْتَاجُ إِلَى الْمَالِ (¬10) وَالصِّحَّةِ وَالْقُوَّةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ.
¬_________
(¬1) م: الْأَعْرَاضَ.
(¬2) م: فَالْمَصَائِبُ.
(¬3) ب: فَلَيْسَ.
(¬4) م: وَلِمَ.
(¬5) ن، م: قَوْلُهُ.
(¬6) م: لِأَنَّ حَاجَةَ.
(¬7) ن، م: الْعِلْمُ، وَهُوَ خَطَأٌ.
(¬8) م: أَنْ لَا مَفْسَدَةَ.
(¬9) مِنَّا: سَاقِطَةٌ مِنْ (م) .
(¬10) م: الْكَمَالِ.
الصفحة 468