كتاب منهاج السنة النبوية (اسم الجزء: 7)

الْمَلَاحِدَةِ الْمُنَافِقِينَ. وَكَانَ مَبْدَأُ ضَلَالِهِمْ تَصْدِيقُ الرَّافِضَةِ فِي أَكَاذِيبِهِمُ الَّتِي يَذْكُرُونَهَا فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ، كَأَئِمَّةِ (¬1) الْعُبَيْدِيِّينَ (¬2) إِنَّمَا يُقِيمُونَ مَبْدَأَ دَعْوَتِهِمْ (¬3) بِالْأَكَاذِيبِ الَّتِي اخْتَلَقَتْهَا (¬4) الرَّافِضَةُ ; لِيَسْتَجِيبَ (¬5) لَهُمْ بِذَلِكَ الشِّيعَةُ الضُّلَّالِ، ثُمَّ يَنْقُلُونَ الرَّجُلَ مِنَ الْقَدْحِ فِي الصَّحَابَةِ، إِلَى الْقَدْحِ فِي عَلِيٍّ، ثُمَّ فِي النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ فِي الْإِلَهِيَّةِ، كَمَا رَتَّبَهُ لَهُمْ صَاحِبُ الْبَلَاغِ الْأَكْبَرِ، وَالنَّامُوسِ الْأَعْظَمِ. وَلِهَذَا كَانَ الرَّفْضُ أَعْظَمَ بَابٍ وَدِهْلِيزٍ إِلَى الْكُفْرِ وَالْإِلْحَادِ (¬6) .

ثُمَّ (¬7) نَقُولُ: ثَانِيًا: الْجَوَابُ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ حَقٌّ مِنْ وُجُوهٍ: الْأَوَّلُ: أَنَّا نُطَالِبُهُ بِصِحَّةِ هَذَا النَّقْلِ، أَوْ لَا يُذْكَرُ (¬8) هَذَا الْحَدِيثُ عَلَى وَجْهٍ تَقُومُ بِهِ الْحُجَّةُ ; فَإِنَّ مُجَرَّدَ عَزْوِهِ إِلَى تَفْسِيرِ الثَّعْلَبِيِّ، أَوْ (¬9) نَقَلَ الْإِجْمَاعَ عَلَى ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ الْعَالِمِينَ بِالْمَنْقُولَاتِ، الصَّادِقِينَ فِي نَقْلِهَا، لَيْسَ بِحُجَّةٍ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ، إِنْ (¬10) لَمْ نَعْرِفْ ثُبُوتَ إِسْنَادِهِ، وَكَذَلِكَ إِذَا رَوَى فَضِيلَةً لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، لَمْ يَجُزِ اعْتِقَادُ ثُبُوتِ ذَلِكَ بِمُجَرَّدِ ثُبُوتِ رِوَايَتِهِ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ.
¬_________
(¬1) س، ب: كَانَ أَئِمَّةٌ، وَهُوَ تَحْرِيفٌ.
(¬2) س، ن، ب: الْعَبْدِيِّينَ، وَهُوَ تَحْرِيفٌ.
(¬3) س، ب: دَعْوَاهُمْ، ن: دَعَوَاتِهِمْ.
(¬4) ن: اخْتَلَقَهَا.
(¬5) ن، م، س: لِيَسْتَجِيبُوا.
(¬6) س: وَالِاتِّحَادِ.
(¬7) ثُمَّ: سَاقِطَةٌ مِنَ (س) ، (ب) .
(¬8) س، ب: وَلَا نَذْكُرُ.
(¬9) م: إِذْ.
(¬10) ن، س، ب: وَإِنْ.

الصفحة 10