أو أن يؤخَّر عاملُه، ومنه قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} (¬4)، أو أن يكون بعد (إلا)، كقوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} (¬5).
ويرى الزمخشريُّ أن انفصالَ ثاني الضميرين أكثرُ من اتصالهما (¬6)، وقال الكرماني: ("قتالُكم إيَّاه" أفصحُ مِن "قتالِكُمُوه"، فلذلك فَصَله) (¬7)، وقال العينيُّ: (الصوابُ معه) (¬8)، وربما حُمل ذلك على الكثرة دون الالتفات إلى كون المتصلِ أخصرَ في الكلام، وأبعدَ عن اللبس، كما ذكرنا سابقًا.
وبعد عرض المسألة يتضحُ أن ابنَ الملقن قد سار على الأصل الذي من أجله وُضع الضميرُ.
¬_________
(¬1) البيت من البسيط، ذكر بألفاظ مختلفة؛ منها: بالوارث الباعث الأموات ... ، الباعث الناس والأموات ... ، بالباعث الوارث الأموات، الخصائص 1/ 308، ما يجوز للشاعر من الضرورة 279، شرح الكافية الشافية 5/ 94، همع الهوامع 1/ 246.
(¬2) نسب للفرزدق في ديوانه 488، الجنى الداني 397، شرح شافية ابن الحاجب 4/ 79، ونسب لأمية بن أبي الصلت في ديوانه 186.
(¬3) البيت من الطويل، ذكر بألفاظ مختلفة، منها: أنا الذائد الحامي الديار ... ، أنا الضامن الراعي عليهم وإنما ... ، الجنى الداني 397، شرح التصريح 1/ 109، شرح شافية ابن الحاجب 4/ 79، المسائل النحوية، د. ناهد العتيق 1/ 265.
(¬4) الفاتحة: 5.
(¬5) الإسراء: 23.
(¬6) المفصل في صنعة الإعراب 170.
(¬7) الكواكب الدراري 1/ 56.
(¬8) عمدة القاري 1/ 92.