كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 10)

٧٣٥١ - حَدَّثَنَا إسماعيل بن موسى ابن بنت السدى، حَدَّثَنَا أسباط بن محمّد، عن الأعمش، عن عبد الرحمن بن أبى زياد، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، قال: رجعت مع معاوية من صفين، فكان معاوية، وأبو الأعور السلمى يسيرون من جانب، ورأيته يسيرون من جانب، فكنت بينهم ليس أحدٌ غيرى، فكنت أحيانًا أوضِعُ إلى هؤلاء، وأحيانًا أوضِعُ إلى هؤلاء، فسمعت عبد الله بن عمرو يقول لأبيه: أبة، أما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لعمار حين يبنى المسجد: "إنَّكَ لحَرِيصٌ عَلَى الأَجْرِ"، قال: أجل، قال: "وَإنكَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَلَتَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ"؟، قال: بلى، قد سمعته، قال: فلم قتلتموه؟! قال: فالتفت إلى معاوية، فقال: يا أبا عبد الرحمن، ألا تسمع ما يقول هذا؟ قال: أما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول لعمار وهو يبنى المسجد: "وَيْحَكَ، إنكَ لحَرِيصٌ عَلَى الأَجْرِ، وَلتَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ"؟! قال: بلى قد سمعته، قال: فلم قتلتموه؟ قال: ويحك، ما تزال تدحض في بولك، أونحن قتلناه؟ إنما قتله من جاء به.
---------------
٧٣٥١ - صحيح: دون قوله: "إنك لحريص على الأجر": أخرجه النسائي في "الكبرى" [٨٥٥٣]، والطبرانى في "الكَبير" [١٩/ رقم ٧٥٨]، وابن عساكر في "تاريخه" [٤٣/ ٤١٣ - ٤١٤] من طريقين عن الأعمش عن عبد الرحمن بن أبى زياد عن عبد الله بن الحارث بن نوفل بإسناد به نحوه .. وهو عند النسائي والطبرانى: باختصار في سياقه، وليس عند النسائي قوله: "إنك لحريص على الأجر"، وعند الطبراني: "إنك لحريص على الجهاد"، وكذا ليس عند النسائي قوله: "وإنك من أهل الجنة".
قلتُ: هكذا رواه الثورى وأسباط بن محمّد كلاهما عن الأعمش به .. وتابعهم أبو معاوية عليه عن الأعمش مختصرًا بالمرفوع من رواية عبد الله بن عمرو بن العاص وحده بلفظ: (تقتل عمارًا الفئة الباغية)، إِلَّا أنه سمَّى شيخ الأعمش: (عبد الرحمن بن زياد)، بدل: (ابن أبى زياد).
هكذا أخرجه النسائي في "الكبرى" [٨٥٥١] من طريق عبد الله بن محمّد عن أبى معاوية به.
قلتُ: قال الهيثمى في "المجمع" [٩/ ٤٨٧، ٤٨٨]: "رواه الطبراني، ورجاله ثقات"، وهو كما قال؛ فإن رجاله من رجال "الصحيح" سوى عبد الرحمن بن أبى زياد، وهو مولى بنى هاشم؛ فإنه من رجال النسائي وحده، وقد وَثَّقَهُ ابن معين وابن حبان وغيرهما؛ لكن نقل الحافظ في "تهذيب" عن البخارى أنه قال عنه: "في عبد الرحمن نظر". =

الصفحة 15