كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 10)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
= عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أبى عبد رب الشامى عن معاوية بن أبى سفيان به نحوه .. وليس عند الجميع - سوى أبى الشيخ وابن سمعون - قوله في أوله: (إنما الأعمال بخواتيمها)، وهو رواية لابن حبان وابن عساكر؛ وزاد ابن المبارك ومن طريقه أحمد والطبرانى في "الكبير" وأبو نعيم وابن أبى الدنيا والقضاعى والرامهرمزى في أوله: (إن ما بقى من الدنيا بلاء وفتنة ... )، وهو رواية لابن عساكر؛ ولفظ ابن ماجة: (إنما الأعمال كالوعاء، إذا طاب أسفله طاب أعلاه، وإذا فسد أسفله فسد أعلاه).
قال أبو نعيم: "لم يروه عن معاوية إِلَّا أبو عبد رب".
قلتُ: وهو شيخ شامى صالح الحديث؛ روى عنه جماعة من الثقات؛ وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد كان مشهورًا بالزهد والتّألُّه والعبادة، وأخباره في "حلية الأولياء" و"تاريخ ابن عساكر" ولم يصب الحافظ في قوله عنه بـ "التقريب": "مقبول"، بل هو شيخ صدوق كما جزم به الذهبى في "الكاشف" وباقى رجاله ثقات؛ فالإسناد صالح مستقيم؛ وقد قال العراقى في المغنى [٣/ ١٦٩]: (أخرجه ابن ماجة ... ورجاله ثقات).
ثم جاء المناوى وضعَّف سنده في "التيسير بشرح الجامع الصغير" [١/ ٧٢٦]، وبيَّن ذلك في "الفيض" [٢/ ٥٥٨]، فقال: "فيه الوليد بن مسلم، وسبق أنه ثقة مدلس، وعبد الرحمن بن يزيد أورده الذهبى في "الضعفاء" قال: ضعفه أحمد، وقال: البخارى منكر الحديث".
قلتُ: وهذا من أوهام الرجل التى لا تُطاق، لأنَّ التحقيق بشأن تدليس الوليد: أنه كان لا يفعله إِلَّا في روايته عن الأوزاعى خاصة، ثم هو لم ينفرد به، بل تابعه عليه ابن المبارك وصدقة بن خالد وبشر بن بكر الشامى كلهم رووه عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر به.
وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر: ثقة مأمون فقيه مشهور، وقد ظنه المناوى: (عبد الرحمن بن يزيد بن تميم) الذي ضعفه أحمد وجماعة.
وقال فيه البخارى ما قال، وهو الذي أورده الذهبى وجماعة في "الضعفاء"، وليس للمناوى عذر في هذا الخلط أصلًا، لأنَّ عبد الرحمن بن يزيد: قد نُسب في سند ابن ماجة إلى جده: (جابر) ولم يعز السيوطى هذا الحديث في "الجامع الصغير"، إِلَّا إلى ابن ماجة وحده، وقد أجاد أبو الفيض الغمارى في تعقُّب المناوى في هذا الوهم الفاحش، في كتابه "المداوى" [٢/ ٥٦٢ - ٥٦٣].

الصفحة 26