كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 10)

عبد الرحمن بن أبى عوف الجرشى، عن أبى هند البجلى، عن معاوية بن أبى سفيان، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا تنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ حَتَّى تقطِعَ التَّوْبَةُ - قَالَهَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ - وَلا تَنْقطِعُ التَّوْبَة حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا".
---------------
= [٢/ رقم ١٠٦٤، ١٠٦٥]، والطحاوى في "المشكل" [٧/ ٤٥]، والبيهقيّ في "سننه" [١٧٥٥٦]، وابن سمعون في "الأمالى" [رقم ٢٣٢]، وابن عساكر في "تاريخه" [٦/ ٣٥٩]، والمزى في "تهذيبه" [١٧/ ٣٣٠ - ٣٣١]، وغيرهم من طريق حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبى عوف الشامى عن أبى هند البجلى عن معاوية به .. ووقع عند أحمد والدارمى وابن عساكر والمزى: قصة في أوله؛ وهى رواية للطبرانى.
قلتُ: وسنده ضعيف؛ لجهالة أبى هند البجلى، فقد انفرد عنه عبد الرحمن بن أبى عوف بالرواية، ولم يُؤْثر توثيقه عن أحد أصلًا، وقد جهَّله ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" [٢/ ٩٨]، وقال الذهبى في "الميزان" [٧/ ٤٣٩]: "لا يُعرف؟! " .. وباقى رجال الإسناد ثقات.
لكن للحديث طريق آخر: يرويه إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن مالك بن يخامر عن معاوية بن أبى سمان وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الرحمن بن عوف ثلاثتهم عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (إن الهجرة خصلتان، إحداهما: أن تهجر السيئات، والأخرى: أن تهاجر إلى الله ورسوله، ولا تنقطع الهجرة ما تقبلت التوبة، ولا تزال التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من المغرب، فإذا طلعت طبع على كل قلب بما فيه، وكفى الناس العمل).
أخرجه أحمد [١/ ١٩٢]- واللفظ له - والطبرانى في "الكبير" [١٩/ رقم ٨٩٥]، وفى "الأوسط" [١/ رقم ٥٩]، وفى "الدعاء" [٢٢٥١]، والبيهقيّ في "الشعب" [٥/ ٧٢١٥]، والبخارى في "تاريخه" [٦/ ١٤٠]، والطبرى في "تفسيره" [١٢/ ٢٥٢/ طبعة الرسالة]، والطحاوى في "المشكل" [٦/ ١٩٠]، وابن عساكر في "تاريخه" [٣١/ ٣٠٦، ٣٠٧]، وغيرهم من طرق عن إسماعيل بن عياش به.
قال ابن كثير في "تفسيره" [٣/ ٣٧٥/ طبعة دار طيبة] بعد أن ساقه من طريق أحمد: "هذا الحديث حسن الإسناد، ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة".
قلت: وهو كما قال؛ ورجاله كلهم من رجال"التهذيب"، وقد أشار ابن مفلح إلى تجويد سنده: في "الآداب الشرعية" [١/ ١٥٤]، وقد قال الإمام في "الإرواء" [٥/ ٣٤] بعد أن ساقه من طريق أحمد: "هذا إسناد شامى حسن ... "، وهو كما قال. واللَّه المستعان.

الصفحة 32