كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 10)

عبد الرحمن، عن محمّد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مسير له، فقال: "يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ أَهْل الْيَمَنِ كَأَنَّهُمُ السَّحَاب، هُمْ خِيَارُ مَنْ فِي الأَرْض"، فقال رجلٌ من الأنصار: إِلَّا نحن يا رسول الله، فسكت، ثم أعادها، فسكت، ثم أعادها الثالثة: إِلَّا نحن يا رسول الله؟ فقال كلمةً ضعيفةً: "إِلا أَنْتُمْ".
٧٤٠٢ - حَدَّثَنَا زهيرٌ، حَدَّثَنَا يزيد، أخبرنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن ابن جبير
---------------
= قال البزار: "وهذا الحديث: لا نعلمه يروى عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَّا من هذا الوجه، ولا نعلمْ لجبير بن مطعم طريقًا غير هذا الطريق".
قلتُ: وسنده حسن صالح؛ رجاله كلهم ثقات رجال "الصحيح" سوى خال ابن أبى ذئب (الحارث بن عبد الرحمن)، فلم يرو عنه سوى ابن أبى ذئب وحده، وقد جهَّله ابن المدينى أيضًا، لكن ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن معين: "مشهور"، وقال أحمد: "لا أرى به بأسًا"، وقال النسائي: "ليس به بأس" فمثله صدوق صالح، كما جزم بذلك الذهبى في "الكاشف"، وقال الحافظ في "التقريب": "صدوق".
وقال الهيثمى في "المجمع" [١٠/ ٢٩] بعد أن عزاه لأحمد والطبرانى والمؤلف والبزار: "وأحد إسنادى أحمد وإسناد أبى يعلى والبزار: رجاله رجال الصحيح".
قلتُ: وهذا من أوهامه، فإن الحارث بن عبد الرحمن لم يرو له إِلَّا أصحاب "السنن" وحدهم.
والحديث: عزاه البوصيرى في "إتحاف الخيرة" [٧/ ٣٥٤] إلى الطيالسي وابن منيع وابن أبى شيبة والحارث وأحمد والمؤلف كلهم في (مسانيدهم)، ثم قال: "ورواته ثقات"، وقد عرفت ما فيه!
٧٤٠٢ - صحيح: أخرجه البخارى [٣٤٥٩، ٦٧٩٤، ٦٩٢٧]، ومسلم [٢٣٨٦]، والترمذى [٣٦٧٦]، وأحمد [٤/ ٨٢، ٨٣]، وابن حبان [٦٦٥٦، ٦٨٧١، ٦٨٧٢]، والطبرانى في "الكبير" [٢/ رقم ١٥٥٧]، وابن أبى عاصم في "السنة" [٢/ رقم ١١٥١/ ظلال الجنة] , والطيالسى [٩٤٤]، والبيهقيّ في "سننه" [١٦٣٦٦]، وفى "الاعتقاد" [ص ٣٥٦]، وفى "المدخل إلى السنن الكبرى" [رقم ٣٤]، والبغوى في "شرح السنة" [١٤/ ٧٩]، والآجرى في "الشريعة" [٤/ ١٧١٥، ١٧١٦]، وجماعة من طريق إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن محمّد بن جبير بن مطعم عن أبيه به نحوه.
قال الترمذى: "هذا حديث صحيح غريب من هذا الوجه".
قلتُ: وهو كما قال.

الصفحة 54