كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 10)

محمّد، عن عبد الله بن محمّد بن عقيل، عن محمّد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، أن رجلًا أتى النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، أي البلدان شرٌ؟ فقال: "لا أدْرِى"، فلما جاءه جبريل - عَلَيْهِ السَّلَام -، قال: "جِبْرِيل، أَيُّ الْبلْدَانِ شَرٌّ؟ قَالَ: لا أَدْرِى، حَتَّى أَسْأَلَ رَبِّىَ عَزَّ وَجَلَّ، فَانْطَلَقَ جِبْرِيل، فَمَكَثَ مَا شَاءَ اللَّه، ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّد، إنَّكَ سَأَلَتْنِى: أَيُّ الْبُلْدَانِ شَرٌّ؟ فَقُلْتُ: لا أَدْرِى، وَإنِّي سَأَلْتُ رَبِّىَ عَزَّ وَجَلَّ: أَيّ الْبُلْدَانِ شَرٌّ؟ فَقَالَ: أَسْوَاقُهَا".
٧٤٠٤ - حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حَدَّثَنَا يعقوب بن إبراهيم، حَدَّثَنَا ابن أخى الزهرى، عن
---------------
= والتحقيق: أنه شيخ ضعيف مضطرب الحديث، وقد شرحنا حاله فيما علقناه على "ذم الهوى" لابن الجوزى [١/ رقم ٤٥٦]، وهو من رجال الأربعة إِلَّا النسائي. وباقى رجال الإسناد: ثقات من رجال "الصحيح".
لكن الحديث: حسن - إن شاء الله - كما قال الحافظ في "موافقة الخبر الخبر" فله شواهد عن جماعة من الصحابة: منها:
١ - حديث ابن عمر: عند ابن حبان [١٥٩٩]، والحاكم [١/ ١٦٧]، و [٢/ ٩]، والبيهقيّ وجماعة، ورجاله ثقات؛ لولا أن فيه عطاء بن السائب؛ وهو إمام في التخليط، ولم يروه عنه أحد ممن سمع منه قبل اختلاطه، وفى متنه زيادة منكرة عند بعضهم!
٢ - ومنها: حديث أنس بن مالك: عند الطبراني وجماعة من طريقين عنه به نحوه .. والطريقان عنه: ضعيفان لا يثبتان.
٣ - وله شاهد آخر مرسل ضعيف الإسناد: عند أبى بكر الشافعي في "الغيلانيات" [١/ رقم ٦٩٤/ طبعة دار ابن الجوزى]، وسياقه مختصر.
وأصل الحديث: ثابت في "صحيح مسلم" من رواية أبى هريرة مرفوعًا: (أحب البلاد إلى الله: مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله: أسواقها). وليست فيه القصة التى عند المؤلف وغيره.
وقد بسطنا الكلام على هذا الحديث وشواهده: في رسالة مفردة بعنوان: "الكوكب الدُّرى بذكر مَنْ قال: لا أدرى".
٧٤٠٤ صحيح: أخرجه البخارى [٢٦٦٦، ٢٩٧٩]، وأحمد [٤/ ٨٢] وعبد الرزاق [٩٤٩٧، ٢٠٠٤٩] , من طريقه ابن حبان [٤٨٢٠، ٥٧٧٢]، والطبرى في "تهذيب الآثار" =

الصفحة 56