كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 10)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
= قلتُ: ومن هذا الطريق: أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" [١/ ٢١١]، وقد اختلف في سنده على شعبة، فرواه عنه غندر ووهب بن جرير وأبو داود الطيالسي ويعقوب بن إسحاق الحضرمي وحجاج بن محمد وغيرهم، كلهم على الوجه الماضي به .. وخالفهم النضر بن شميل، فرواه عن شعبة فقال: عن سعد عن بعض إخوته عن جبير بن مطعم به .. وأسقط منه والد بعض إخوة سعد بن إبراهيم، هكذا أخرجه المؤلف [برقم ٧٤١٨].
ثم جاء أبو الوليد الطيالسي ورواه عن شعبة فقال: عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن جبير بن مطعم به نحوه .. ، وأسقط منه الواسطة بين سعد وأبيه، هكذا أخرجه البيهقي في "الشعب" [٢/ رقم ٢٤٩٢] بإسنادٍ صحيح إليه به.
قلتُ: وقول الجماعة عن شعبة هو الصواب؛ كما جزم به الخطيب في "تاريخه" [٣/ ٥٣]، ورجال هذا الطريق: كلهم ثقات مشاهير رجال "الصحيح" سوى بعض إخوة سعد بن إبراهيم! فإنه لم يُسم! والذين أعرفهم من إخوة سعد: رجلان:
أولهما: المسور بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف: وهو شيخ مجهول الحال، من رجال النسائي وحده.
وثانيهما: صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف: وهو ثقة مشهور من رجال الشيخين.
ولا أدرى أيهما المراد هنا؟! وتلك آفة الإسناد عندي.
أما الإمام الألباني: فإنه في وادٍ آخر، فقد صحَّح سند الحديث من الطريق الماضي في "الثمر المستطاب" [١/ ٧٧٢]، ثم قال: "رجاله كلهم ثقات رجال الستة، وأخو سعد بن إبراهيم: هو يعقوب بن إبراهيم، فإنه هو المعروف برواية أخيه سعد عنه".
قلتُ: وهذا من أوهامه، فإن يعقوب بن إبراهيم الذي ظنه المراد هنا، ليس به أصلًا، إنما يعقوب هذا حفيد سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وأخو سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، فكيف يكون أخًا لجده: سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف؟!
فالظاهر: أن الإمام الألباني: ظن أن سعد الذي روى عنه شعبة هذا الحديث: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وليس ما ظنه بشيء، بل سعد هنا: هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، فانتبه يا رعاك الله من الخلط بين النقلة. =

الصفحة 59