كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 10)

وهو يقول: أيقتلون رجلًا أن يقول: ربى الله؟! ثم انصرفوا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما قضى صلاته، مر بهم وهم جلوسٌ في ظل الكعبة، فقال: "يَا مَعْشرَ قُرَيْشٍ، أَمَا وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ مَا أُرْسلْتُ إِلَيْكُمْ إِلا بِالذَّبْحِ"، وأشار بيده إلى حلقه، قال له أبو جهل: يا محمد، ما كنت جهولًا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَنْتَ مِنْهُمْ".
٧٣٤٠ - حَدَّثَنَا أبو بكر، حدّثنا الفضل بن دكين، عن هشام بن سعد، عن عمرو بن
---------------
= قلتُ: وهذا الوجه هو المحفوظ عن الأوزاعى.
وللحديث شواهد: نحو سياق حديث عمرو بن العاص هنا، لكن دون تمامه وألفاظه جميعًا، والله المستعان لا رب سواه.
٧٣٤٠ - صحيح: أخرجه ابن أبى عاصم في "السنة" [١/ رقم ١٣٣/ ظلال] من طريق الفضل بن دكين أبى نعيم الملائى عن هشام بن سعد المدنى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن عمرو بن العاص به.
قال الهيثمى في "المجمع": "رواه الطبراني وأبو يعلى، ورجاله ثقات".
قلتُ: هذا فيه تسامح لا يخفى، فإن في هشام بن سعد وعمرو بن شعيب كلامًا مشهورًا.
والتحقيق: أن عمرو بن شعيب صدوق يحتج به، ومثله أبوه شعيب؛ وجدُّ شعيب: هو (عبد الله بن عمرو بن العاص).
أما هشام بن سعد: فهو ضعيف على التحقيق، اللَّهم إلا في روايته عن زيد بن أسلم وحده، فإنه كان ثبتًا فيه، كما قاله أبو داود؛ وهو ورجال الإسناد كلهم من رجال "التهذيب". وقد اختلف في سنده على هشام بن سعد، فرواه عنه أبو نعيم الملائى على الوجه الماضى؛ وخالفه شعيب بن حرب - وهو ثقة مأمون - فرواه عن هشام عن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعًا بالفقرة الأخيرة منه فقط، وجعله من (مسند عبد الله بن عمرو)، وأسقط منه (عمرو بن العاص).
هكذا أخرجه اللالكائى في "شرح الاعتقاد" [٤/ رقم ١١٠٨] من طريق يعقوب الدورقى عن شعيب به.
قلتُ: يبدو لى أن هشامًا قد اضطرب فيه، والمحفوظ عن عمرو بن شعيب: هو ذلك الوجه الثاني عن هشام بن سعد عنه؛ فإن هشامًا قد توبع على هذا الوجه: تابعه ابن لهيعة وأبو حازم سلمة بن دينار وأبو يونس القوى وغيرهم، كلهم رووه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعًا بالفقرة الأخيرة منه فقط. =

الصفحة 8