٧٩٠ - حدّثنا محمد بن إسحاق المسيبى، حدّثنا عبد الله بن نافع، عن خالد بن إياس، عن عامر بن سعد بن أبى وقاص، عن أبيه، أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إِن الله طيبٌ يُحِبُّ الطِّيبَ، نَظيفٌ يُحِبُ النظَافَةَ، كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ، جَوَادٌ يُحِبُّ الجُودَ، فَنَظِّفُوا بُيُوتَكُمْ، وَلا تَشَبَّهُوا بِاليَهودِ التِي تَجْمَعُ الأَكنَافَ في دُورِهَا".
---------------
٧٩٠ - منكر: أخرجه ابن عدى في "الكامل" [٣/ ٥ - ٦]، وابن حبان في "المجروحين" [١/ ٢٧٩]، ومن طريقه ابن الجوزى في "العلل المتناهية" [٢/ ٧١٢]، من طريق عبد الله بن نافع الصائغ عن خالد بن إلياس عن عامر بن سعد عن أبيه سعد به ...
قال البوصيرى في "إتحاف الخيرة" [٢/ ٢٧٦]،: "رَوَاهُ أبُو يَعْلَى بسَنَدٍ ضَعِيفٍ لضَعْف خَالد بْنِ إيَاس الْعَدَويِّ"، وقبله قال ابن الجوزى: "هذا حديث لا يصح، قال يحيى خَالد بن إلياس لَيس بشئ وَلا يكتب حديثه. وقال أحمد: متروك الحديث. وقال ابن حبان: يروى الموضوعات عن الثقات، لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب، قال يحيى: وعبد الله بن نافع ليس بشئ. وقال النسائي: متروك الحديث"
قلتُ: وإسناده ساقط، آفته خالد بن إياس وقد قال عنه البخارى أيضًا: "ليس بشئ" وتركه جماعة وضعفه سائر النقاد حتى قال ابن حبان: "يروى الموضوعات عن الثقات حتى يسبق إلى القلب أنه الواضع لها؛ لا يحل أن يكتب حديثه إلا على جهة التعجب" ثم أورد له هذا الحديث في ترجمته، وكذا أورده أيضًا ابن عدى في ترجمته من "الكامل"، ثم قال في آخر ترجمته: "أحاديثه كأنها غرائب وإفرادات عمن يحدث عنهم، ومع ضعفه يكتب حديثه".
قلت: تساهل ابن عدى بشأن الرجل، والصواب أنه متروك لا يكتب حديثه كما قاله جماعة من الكبار، وبه أعله جماعة كما يأتى، وقد قال الحافظ في "المطالب العالية" [١٠/ ٢٧٠/ طبعة العاصمة]، بعد أن ساق الحديث من طريق المؤلف: "خالد ضعيف". ومثله قال تلميذه السخاوى في "المقاصد" [ص ٢٤٠]، والراوى عنه: "عبد الله بن نافع" هو ابن أبى نافع الصائغ القرشى الصدوق الصالح، وقد أخطأ ابن الجوزى وظنه: "عبد الله بن نافع القرشى العدوى المدنى، مولى عبد الله بن عمر" الضعيف المشهور، فزايد به في إعلال الحديث كما مضى، ونقل فيه قول ابن معين: "عبد الله بن نافع ليس بشئ"، وقول النسائي: "متروك الحديث"، ولم يفعل شيئًا، وهو كثير الأوهام في هذا الباب جدًّا، وقد تلون خالد بن إياس في إسناد هذا الحديث:
١ - فتارة: يرويه عن عامر بن سعد عن أبيه به كما مضى.=