كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 2)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
= أما الربيع بن بدر السعدى فهو في وادٍ آخر، فقد رواه عن الأعمش فقال: عن الأعمش عن أبى بكر التيمى عن سعيد بن أبى وقاص قال: "رآنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أشير بأصبعى هاتين في الصلاة، فقال: أحد أحد يا سعد" فأسقط منه "أبا صالح" وأبدله بـ "أبى بكر التيمى"، هكذا أخرجه ابن عساكر في "معجم شيوخه" [٢/ ٢٦]، من طريق محمد بن إبراهيم بن شبيب ثنا سهل بن عثمان ثنا الربيع بن بدر عن الأعمش به ...
قلتُ: والربيع هذا ساقط لا يساوى فلسًا، وهو من رجال الترمذى وابن ماجه. وقد رجَّح الدارقطنى في "علله" [٤/ ٣٩٧]، الوجه الأول من طريق أبى معاوية عن الأعمش عن أبى صالح عن سعد به ...
قلتُ: ويشبه عندى أن تكون رواية أبى معاوية ومن تابعه، ورواية وكيع ومن تابعه، كلتاهما محفوظتين عن الأعمش، ويكون أبو صالح كان ينشط فيقيم إسناده، وربما فتر فأرسله.
وقد علَّق الحاكم صحة طريق أبى معاوية على سماع أبى صالح من سعد، وهو محتمل عندى، ولم أر أحدًا نفى سماع أبى صالح من سعد بن مالك، بل ولا من شكَّك فيه قبل الحاكم، وهو قد أدركه وعاصره. فسماعه منه مستقيم على شرط مسلم في ذلك، بل رأيت أبا صالح قد صرح بالسماع من سعد في خبر آخر أخرجه عبد الرزاق [رقم ٦٩٢٢]، وابن أبى شيبة [رقم ١٠١٨٩]، والبيهقى في "سننه" [رقم ٧١٧٧]، من طريق سهيل بن أبى صالح عن أبيه به ... ووجدتُ الذهبى قد قال في ترجمة أبى صالح من "تذكرة الحفاظ" [١/ ٨٩]: "سأل سعد بن أبى وقاص". وقال في "سير النبلاء" [٥/ ٣٦]: "سمع من سعد بن أبى وقاص". لكنى أخشى من قول أبى حاتم الرزاى عن أبى صالح: "روى عن سعد بن أبى وقاص مسألة واحدة"، ألا يكون سمع منه دون تلك المسألة؟! بل ربما يكون ذلك هو الظاهر إن شاء الله.
فإن صح هذا: فينقدح في صدرى أن يكون أبو معاوية ومن معه قد غلط على الأعمش في جعْلهم الحديث من "مسند سعد"، ويكون أقرب ما يكون صوابًا عن الأعمش: هو ما رواه عنه عقة بن خالد وعلى بن هاشم كلاهما عن الأعمش عن أبى صالح عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -:"عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه مر بِسَعْدٍ ... إلخ"، ويشبه أن يكون هذا الوجه هو المحفوظ لأمرين:
الأول: أن فيه زيادة حفظها عقبة وعلى عن الأعمش في إسناده. وأغفلها غيرهم.=

الصفحة 117