كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 2)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
= والثانى: ما سبق من جزم أبى حاتم الرازى بكون أبى صالح لم يرو عن سعد إلا مسألة واحدة سأله عنها، وهذه المسألة أخرجها عنه عبد الرزاق ومن ذكرناهم آنفًا.
فإذا صح أن أبا صالح لم يسمع منه سواها، فيكون ما رواه عنه غيرها، محمولًا على أنه سمعه منه بواسطة، وهذه الواسطة هنا: هي التى وقعتْ في رواية عقبة بن خالد وعليّ بن هاشم عن الأعمش، وهى قول أبى صالح: "عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - " وهذا الصاحب وإن كان لم يُسَمَّ، إلا أن ذلك لا يفسد به الحديث؛ لما تقرر عند جماهير النقاد بأن إبهام الصحابى لا يضر، وعليه: يكون الإسناد صحيحًا من هذا الوجه البتة.
أما رواية حفص بن غياث عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة به ... ، فأراها وهمًا من حفص في إسناده، وكأنه سلك الجادة في روايته.
لكن: تابعه صفوان بن عيسى عن محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبى صالح عن أبى هريرة: "أن رجلًا كان يدعو بأصبعيه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أحد أحد" هكذا أخرجه النسائي [رقم ١٢٧٢]، والترمذى [رقم ٣٥٥٧]- واللفظ له - وأحمد [٢/ ٥٢٠]، والبزار ١٥/ رقم ٨٩٣١]، والحاكم [١/ ٧١٨]، وعنه البيهقى في "الدعوات" [رقم ٢٦٥]، وغيرهم من طريق صفوان به ...
قال الترمذى: "هَذَا حَديثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد". قلت: وهذا إسناد مستقيم لولا أنه قد اختلف فيه أيضًا، فقد خولف صفوان بن عيسى في إسناده، خالفه سليمان بن بلال، فرواه عن ابن عجلان فقال: عن القعقاع بن حكيم عن أبى صالح به مرسلًا ... ، هكذا أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" [٢/ ٩٩]، من طريق إسماعيل القاضى عن إسماعيل بن أبى أويس عن سليمان بن بلال به ...
قلتٌ: ابن أبى أويس تكلموا في حفظه مع شئ شنيع أقرَّ هو به، فإن كان قد حفظه، فالوهم فيه من ابن عجلان الإمام، فقد تكلم بعضهم في بعض ما يُروى عن أبى هريرة من طريقه، واعتمد ذلك الحافظ فقال عنه بـ "التقريب": "صدوق - كذا، والصواب أنه ثقة إمام - إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبى هريرة".
قلتُ: ويؤيده: أن الليث بن سعد قد رواه عنه فقال: عن القعقاع قال: حسبت أنه عن أبى صالح السمان عن أبى هريرة به .. ، هكذا رواه عنه بالشك، أخرجه البيهقى في "الشعب" [٢/ رقم ١٠٩٤/ طبعة الرشد]، بإسناد قوى إلى الليث به ... =

الصفحة 118