المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن مصعب بن سعد، عن سعد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من دَعَا بِدُعَاءِ يُونُسَ اسْتُجِيبَ لَهُ".
٧٠٨ - حدّثنا أبو هشام، حدّثنا أبو أسامة، عن مجالد، عن عامر، عن جابر، قال:
---------------
= [٣/ ٢٥٩] , وغيرهم من طرق عن أبى خالد الأحمر، عن كثير بن زيد، عن المطلب بن حنطب، عن مصعب بن سعد، عن سعد به. . .
قال الدارقطنى: "تفرد به المطلب بن عبد الله بن حَنْطَب عن مصعب، وتفرد به أبو خالد الأحمر عن كثير بن زيد، وتفرد به كثير عن المطلب".
قلتُ: هذا إسناد أستخير الله في تحسينه. وأبو خالد الأحمر: صدوق وسط. وكثير بن زيد: مختلف فيه، وهو إلى مرتبة الصدوق أقرب منها إلى غيرها. والمطلب بن حنطب: ثقة مشهور لكن يقول الحافظ: "كثير الإرسال والتدليس".
قلتُ: أما الإرسال فلا جدال فيه، لكن لم ينف أحد سماعه من مصعب بن سعد فيما وقفتُ عليه، بل هو أدركه وأدرك من هو أكبر منه أيضًا، فسماعه منه محتمل جدًّا، وقد كانا في بلدة واحدة، وقد سمع المطلب من عامر بن سعد أخى مصعب بن سعد، فما يمنع أن يكون قد سمع من مصعب أيضًا بعد كل ما ذكرناه؟!
أما كونه: "كثير التدليس" ففيه نظر عندى، بل إثبات تدليسه عسر على الباحث، فضلًا عن وصفه بالكثرة، ولم أجد في المقام إلا قول ابن سعد في ترجمته: "وعامة أصحابه يدلِّسون". وهذا واضح على كونه لم يكن مدلسًا أصلًا، وإنما كان بعض أصحابه هم الذين يسووُّن حديثه، بل الظاهر من قولة ابن سعد: أنه يريد بها الإرسال، وبعض المتقدمين يطلقون في الراوى التدليس: يريدون به الإرسال وحسب، كما شرحناه في غير هذا المكان. ولو ثبت أن المطلب كان يدلس، فهو قليل التدليس غير مشهور به، فلا ينبغى بل لا يحسن إعلال الحديث بعنْعنته، كما فعل حسين الأسد في تعليقه على "مسند المؤلف" وغيره في هذا الحديث.
وللحديث: طرق أخرى عن سعد به مطولًا: سيأتي بعضها [برقم ٧٧٢]. وفى الباب: عن غيره من الصحابة. راجع: "تفسير ابن كثير" [٣/ ٢٥٧]، و"البداية والنهاية" [١/ ٢٣٥].
٧٠٨ - ضعيف: أخرجه ابن أبى شيبة في "المصنف" [رقم/ ٥٣٠٦]، وفى "المسند" كما في "المطالب العالية" [٥/ ٢٣/ طبعة دار العاصمة]، ومن طريقه عبد بن حميد في "مسنده" [رقم ١١٤٢/ المنتخب]، والبزار [١/ رقم ٦٤٢/ كشف الأستار]، وابن حبان في "صحيحه" =