كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 2)

قال سعد بن أبى وقاص لرجل: لا جمعة لك، النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لِمَ يَا سَعْدُ؟ "، قال: لأنه كان يتكلم وأنت تخطب، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "صدق سعدٌ".
---------------
= كما في "إتحاف الخيرة" [٢/ ٢٨٥]، وابن شاهين في "جزء من حديثه" [رقم ٦/ ضمن مجموع فيه من مصنافات ابن شاهين/ طبعة دار ابن الأثير]، وغيرهم، من طريق أبى أسامة عن مجالد بن سعيد عن عامر الشعبى عن جابر بن سمرة عن سعد به نحوه. . .
قال البزار: "لا نعلمه عن جابر إِلَّا بهذا الإسناد". وقال ابن كثير في "جامع المسانيد": "إسناده حسن". وقال الحافظ في "المطالب": "إسناد مقارب".
قلتُ: مداره على مجالد بن سعيد، وهو شيخ ضعيف صاحب مناكير. وبه: أعله الهيثمى في "المجمع" [٢/ ٤٠٨]، فقال: "رواه أبو يعلى والبزار، وفيه مجالد بن سعيد وقد ضعفه الناس ووثقه النسائي في رواية". وقال البوصيرى في "إتحاف الخيرة" [٢/ ٢٨٥]،: "رَوَاهُ أبو بكر ابن أبى شيبة، وعبد بن حميد، والبزار، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وعنه ابْنُ حبَّانَ فِي "صَحيحه"، كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ مُجَالِدٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ".
لكن: للحديث شاهد عن ابن عباس بلفظ "مثل الذي يتكلم يوم الجمعة والإمام يخطب مثل الحمار يحمل أسفارًا، والذى يقول له: أنصت، لا جمعة له". أخرجه أحمد [١/ ٢٣٠]، والطبرانى في "الكبير" [١٢/ رقم ١٢٥٦٣]، وابن أبى شيبة [٥٣٠٥]، والرامهرمزى في "أمثال الحديث" [رقم ٥٦]، وجماعة من طريق مجالد أيضًا عن الشعبى عن ابن عباس به. . . قلتُ: مجالد مضى الإشارة إلى حاله. ويتساهل الحافظ فيقول في "بلوغ المرام": "إسناده لا بأس به" وهو الذي يقول عن مجالد في "التقريب": "ليس بالقوى، قد تغير في آخر عمره".
راجع: "الضعيفة" [٤/ ٢٤٢] و"تمام المنة" [ص ٣٣٧]، كلاهما للإمام.
وله شاهد آخر: عن عليّ مرفوعًا بلفظ: "من تكلم فلا جمعة له" ضمن حديث طويل: أخرجه أحمد [١/ ٩٣]، وغيره، وسنده لا يصح، وهو عند أبى داود [١٠٥١]، ومن طريقه البيهقى في "سننه" [٥٦٢٥]، وغيرهما بلفظ: "ومن لغا فليس له جمعة". وقد اختلف في سنده، كما تراه عند عبد الرزاق [رقم/ ٥٤١٩]. وله شاهد ثالث: عن أبى بن كعب من قوله: "ليس لك من جمعتك إلا ما لغوت" أو: "ليس لك من صلاتك" وفيه تصديق النبي - صلى الله عليه وسلم - له.
وقد روى من حديث أبى هريرة، ومن حديث أبى الدرداء ومن حديث ابن مسعود، ومن حديث أبى ذر. وسيأتى حديث ابن مسعود [١٧٩٩]، وسنتكلم عليه هناك إن شاء الله. =

الصفحة 31