يقول: "إِنَّهُ سيَكُونُ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الدُّعَاءِ"، وقرأ سعدٌ: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (٥٥)} [الأعراف: ٥٥] قال: فلا أدرى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - رفعه أم من قول سعد، "وَإِنَّهُ بِحَسْبِكَ أَنْ تَقُولَ: أَسْأَلُكَ الجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ".
---------------
= وقد رجح الحافظ في "الأمالى المطلقة" [ص/ ٢٠] الوجه الثاني: عن مولى لسعد أن سعدًا رأى ابنًا له يصلى. . . ثم قال الحافظ: "ومولى سعد لم أقف على اسمه، وأما ابن سعد فلم أقف أيضًا على تعيينه".
قلتُ: وهو كما قال؛ فلم نعرف "مولى سعد" ولا ولده المراد في هذا الحديث، وباقى رجاله ثقات. وقيس بن عباية: ثقة مشهور. وقد أشار الإمام أحمد إلى كون زياد بن مخراق لم يكن يحفظ إسناد هذا الحديث، وهو كما أشار، وأراه قد اضطرب فيه، وقد خولف في سنده، فرواه حماد بن سلمة عن سعيد الجريرى عن قيس بن عباية: "أن عبد الله بن المغفل سمع ابنه يقول:. . .".
ثم ساق نحوه مختصرًا، وفيه قول عبد الله بن المغفل: "فإنى سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء".
أخرجه أبو داود [رقم ٩٦]- وهذا لفظه - وابن ماجه [٣٨٦٤]، وأحمد [٤/ ٨٧]، وابن حبان [٦٧٦٤]، والحاكم [١/ ٢٦٧]، وعنه البيهقى في "سننه" [٩٠٠]، وابن أبى شيبة [٢٩٤١١]، والطبرانى في "الدعاء" [٥٩]، وعبد الغنى المقدسى في "نهاية المراد من كلام خير العباد" [٧٠/ مخطوط/ بترقيمى]، والرويانى في "مسنده" [١/ ٨٧٧]، والخطيب في "تاريخه" [١١/ ١٧٥]، والحافظ في "الأمالى المطلقة" [ص ١٧]، وغيرهم، من طريق حماد بن سلمة به. . . وسنده منقطع معلول، وقد اختلف في سنده أيضًا على حماد بن سلمة، كما تراه عند أحمد [٤/ ٨٦]، وابن حبان [٣٧٦٣]، وعبد بن حميد في "مسنده" [رقم ٥٠٠/ المنتخب]، والطبرانى في "الدعاء" [رقم ٥٨]، وعبد الغنى المقدسى في "نهاية المراد من كلام خير العباد" [رقم ٧١ مخطوط/ بترقيمى]، وغيرهم. لكن حمادًا لم ينفرد به، بل تابعه حماد بن زيد وغيره على الوجه الأول.
وآفة الإسناد عندى: هي كون أبى نعامة لم يصح له سماع من ابن المغفل، وإنما سمع هذا الحديث من ابنٍ لعبد الله بن المغفل عن أبيه به. . .=