أبي إسحاق، عن محمد بن سعد، عن أبيه، يرفع الحديث، قال: "لا يَحِلُّ لأَحَدٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثٍ".
---------------
= قال البزار: "وَهَذَا الحَديثُ لا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ سَعْد إلَّا عَنْ مُحَمَّد، عَنْ أبِيهِ". وقال الهيثمي في "المجمع" [٨/ ١٢٨]: "رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح".
قلتُ: لكن إسناده مغموز، وقد مضى أن أبا إسحاق يدلس ولم يذكر فيه سماعًا، ثم هو تغير بآخرة أيضًا، وسماع إسرائيل منه إنما كان أخيرًا كما قاله أحمد وغيره.
وقد خولف إسرائيل في سنده، خالفه معمر بن راشد، فرواه عن أبي إسحاق فقال: عن عمر بن سعد - هكذا بدل محمد بن سعد، - عن أبيه به ... وزاد في أوله: "قتال المسلم أو المؤمن - كلاهما وارد - كفر، وسبابه فسوق" وهو عند بعضهم بتلك الزيادة فقط. هكذا أخرجه عبد الرزاق [٢٠٢٢٤]، أحمد [١/ ١٧٦]، والطبراني في "الكبير" [١/ رقم ٣٢٤]، وابن راهويه في "مسنده" كما في "المختارة" [٣/ ٢١٩]، والبيهقي في "الشعب" [٥/ رقم ٦٦٢٢]، وعبد ابن حميد في "مسنده" [رقم / ١٣٨/ المنتخب]، والضياء في "المختارة" [٣/ ٢١٨، ٢١٩]، والدارقطني في "العلل" [٤/ ٣٥٧]، وابن عساكر في "تاريخه" [٣٨/ ٤٥]، وغيرهم، من طريق معمر به ...
ورواية إسرائيل: هي التى رجحها البخاري في "تاريخه" [١/ ٨٨]، والدارقطني في "العلل" [٤/ ٣٥٧]، فالظاهر أن معمرًا قد وهم في إسناده، ثم وقفتُ على علة وهم معمر: فقال ابن عساكر في "تاريخه" [٣٨/ ٤٥]، بعد أن ساق الحديث من طريق معمر: "أبو إسحاق لم يسمع من عمر - يعنى: ابن سعد - وإنما يروى عن العيزار بن حريث عنه".
قلت: ويؤيد رواية إسرائيل: أن جماعة قد تابعوه على هذا الوجه، منهم:
١ - زكريا بن أبي زائدة عند أحمد [١/ ١٧٨]، والمروزى في "تعظيم قدر الصلاة" [٢/ رقم ١٠٩٩]، والبخاري في "تاريخه" [١/ ٨٨]، والخطيب في "تاريخه" [٣/ ١١١]، والبخاري أيضًا في الأدب المفرد [رقم ٤٤٣]، والطبراني في "الدعاء" [رقم ١٩٢١]، وغيرهم. ولكن بلفظ: "قتال المسلم كفر، وسبابه فسوق" فقط. وتابعه أيضًا على تلك الجملة:
٢ - عمرو بن ثابت البكرى: عند البزار [١١٧٢]، والطبراني في "الدعاء" [رقم ١٩٢١].
٣ - وروح بن مسافر: عند الطبراني في "الكبير" [١/ رقم ٣٢٥]، وفي "الدعاء" [رقم ١٩٢١].