كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 2)

٧٣٢ - حدثنا زهيرٌ، حدّثنا وكيعٌ، عن ابن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: سمعت سعدًا، يقول: إنى لأول رجل من العرب رمى بسهم في سبيل الله، ولقد رأيتنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما لنا طعامٌ إلا السَّمُرُ وورقُ الحُبْلَة، حتى إنْ كان أحدنا ليضع كما تضع العنز، ما له خلطٌ.
---------------
= والأشبه عندى: أن يكون أسامة بن زيد قد اضطرب في إسناده، وربما يكون أسامة قد سمعه من محمد بن عبد الله بن عمرو المعروف بـ: "الديباج" عن ابن أبي لبيبة، ثم قابل ابن أبي لبيبة فحدثه به، وهو قد صرح بالسماع من الرجلين جميعًا، فروى عنه يحيى القطان تصريحه بالسماع من ابن أبي لبيبة كما عند أحمد وغيره، وروى عنه ابن المبارك تصريحه بالسماع من محمد بن عبد الله بن عمرو المعروف بـ "الديباج".
ويشبه عندى أيضًا: أن الحديث سمعه ابن أبي لبيبة من عامر بن سعد عن أبيه، ثم صار يسقط عامرًا ويرويه عن أبيه بلا واسطة، فإن سلم الحديث من علة الاختلاف في سنده؛ لم يسلم من ضعف ابن أبي لبيبة، وهو آفة الحديث على التحقيق. وقد وقع اختلاف آخر على أسامة بن زيد في تسمية ابن أبي لبيبة، فرواه عنه الأكثرون فقالوا: "عن ابن أبي لبيبة"، ورواه عنه بعضهم فقال: "عن ابن لبيبة"، وقد سئل أبو زرعة الرازي عن هذا الاختلاف، كما في "العلل" [رقم ١٩٢٦]، فقال: "ابنُ أبي لَبيبَةَ أصَحُّ". أما الدارقطني: فإنه رجَّح الوجهين جميًعا في "علله" وقال: "يُقالُ: هَذا وهَذَا".
والحديث: ضعيف على كل حال. وقد سئل النووي عن صحة هذا الحديث في "فتاويه" [رقم/ ٣٤٢/ طبعة دار الحديث]، فقال: "ليس بثابت".
وقد جازف أبو الحسنات اللكنوى وصحح سنده في "سباحة الفكر في الجهر بالذكر" [ص ٤٣/ طبعة دار السلام]، وسبقه المناوي وصحح سنده في "التيسير بشرح الجامع الصغير" [١/ ١٠٦٦/ طبعة مكتبة الشافعي]، مع كونه نقل في "فيض القدير" [٣/ ٤٧٢]، إشارة الحافظ العلائى والهيثمى إلى إعلال الحديث بـ "ابن أبي لبيبة"، وللحديث: شواهد لا يثبت منها شيء.
٧٣ - صحيح: أخرجه البخاري [٣٥٢٢]، ومسلم [٢٩٦٦]، والترمذي [٢٣٦٦]، وابن ماجه [١٣١]- وعنده مختصر - وأحمد [١/ ١٨١]، والحميدي [٧٨]، والدارمي [٢٤١٥]، وابن حبان [٦٩٨٩]، والبزار [١٢١٤]، وأبو نعيم في "رياضة الأبدان" [رقم ١٦]، وجماعة كثيرة، من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن سعد به نحوه. ..

الصفحة 61