في قول الله: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (١) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٢) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} [يوسف: ١: ٣]، قال: نزل القرآن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتلاه عليهم زمانًا، فقالوا: يا رسول الله، لو قصصت علينا؟ فأنزل الله علينا: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (١) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} [يوسف: ١ - ٢]، فتلاه عليهم زمانًا، قالوا: يا رسول الله، لو حدثتنا؟ فأنزل الله: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا} [الزمر: ٢٣]، كل ذلك يؤمرون بالقرآن، قال أبي: قال خلادٌ: وزادنى فيه غيره: قالوا: يا رسول الله، لو ذكرتنا؟ فأنزل الله: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} [الحديد: ١٦].
---------------
= والبزار [١١٥٣]، وابن أبي عاصم في "المذكر والتذكير" [رقم ٢٢] والمؤلف في "المعجم" [رقم ١٤٩]، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "المطالب العالية" [١٤/ ٧٣٨ - / طبعة العاصمة]، ومن طريقه الحاكم [٣٧٦/ ٢]، وابن مردويه في "تفسيره" كما في "إتحاف الخيرة" [٦/ ٢٢٣]، ومن طريقه الضياء في "المختارة" [٣/ ٢٦٥ - ٢٦٦]، وابن أبي حاتم في "تفسيره" [٧/ رقم / ١١٣٢٣/ طبعة المكتبة العصرية]، والطحاوي في "شرح المشكل" [٣/ ١٩٥]، والواحدى في "أسباب النزول" [ص ٢٧٥]، وغيرهم، من طرق عن عمرو بن محمد العنقزى عن خلاد بن مسلم - أو ابن عيسى - الصفار عن عمرو بن قيس الملائي عن عمرو بن مرة عن مصعب بن سعد عن أبيه به نحوه ...
قال البزار: "هَذَا الحديثُ لا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ سَعْدٍ بِهَذَا الإِسْنَاد وَلا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ سَعْد، إِلَّا مُصْعَبٌ، وَلا عَنْ مُصعَبٍ، إلَّا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، وَلا عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، إِلَّا عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ الْمُلائِى وَلا عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ، إلا خَلَّادُ بْنُ مُسْلِمٍ". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد"، وقال الحافظ في "المطالب" والبوصيري في "الإتحاف": "هذا حديث حسن".
قلتُ: هذا إسناد ظاهره الجودة، رجاله كلهم ثقات سوى خلاد الصفار، وقد اختلف في اسم أبيه، فقيل: "خلاد بن مسلم". وقيل: "خلاد بن عيسى"، وقد وقع بالاسم الأول عند الحاكم، فقال الذهبي في "تلخيص المستدرك": "صوابه: خلاد أبو مسلم الصفار، وأبوه اسمه عيسى".
وهو شيخ مختلف فيه، وثقه ابن معين - في رواية - وابن حبان، وقال أبو حاتم: "حديثه متقارب" ووثقه الهيثمي أيضًا تبعًا لابن حبان.