كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 2)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
= من "الإكمال" [٤/ ٢٣٣]: "في كتاب الصريفيني عن العقيلي: مجهول بالنقل" فتعقبه المعلقان بالهامش [٣/ ٣٣٤] فقالا: "وحكاه المصنف عن العقيلي بواسطة الصريفيني؛ لأنه وقع عند العقيلي باسم: "خالد" وليس "خلادًا".
قلتُ: فلو كان مغلطاي وجده عند العاقيلى "خلادًا"، لما جعل بينه وبين النقل عنه واسطة، وما فعل ذلك إلا لكونه لم يجده عنده باسم: "خلاد". فتأمل. وقد وقفتُ لخلاد على حديث منكر آخر، انفرد به دون أهل الأرض عن قتادة، فأخرج القضاعي في "الشهاب" [١/ رقم ٦٣]، وأبو على الصورى في "الفوائد المنتقاة" [رقم ٤٧]، من طريقين عن أبي القاسم البغوي عن علي بن عيسى المخرمي - الثقة المشهور - عن خلاد عن قتادة عن أنس مرفوعًا: "القناعة مال لا ينفد".
وهذا منكر جدًّا من حديث قتادة، وأين أصحاب قتادة عن مثل هذا الحديث الفائدة حتى ينفرد به خلاد عنه؟! وقد أورده الذهبي في منكرات خلاد من كتابه "الميزان" [١/ ٦٥٦] أيضًا.
وبالجملة: فخلاد - أو خالد - ابن عيسى هذا صاحب مناكير وغرائب. وليس مدفوعًا عن الصدق، لكن لا يحتج بحديثه إلا إذا توبع عليه.
وقد قلنا كثيرًا: إن أقوم سبيل للحكم على الرواى إنما هو الطريق العملى القائم على دراسة موافقاته ومخالفاته للثقات، كما هي طريقة جهابذة المتقدمين وبعض المتأخرين. وهذه الطريقة أقوى بكثير من ذاك التوثيق النظرى دون استقراء لمرويات النقلة ومعرفة مدى موافقتها أو مخالفتها لأحاديث الثقات.
وخلاد هذا: قد نظرنا في بعض حديثه: فوجدناه ينفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات، فحديثه مردود إلا عند المتابعة وأين هي؟! بل قد خولف في إسناده أيضًا، خالفه أيوب بن سيار، فرواه عن عمرو بن قيس الملائى فقال: عن ابن عباس بلفظ: "قال: قالوا: يا رسول الله: لو قصصتَ علينا؟، قال: فنزلت: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} [يوسف: ٢] ". هكذا أخرجه الطبري في "تفسيره" [١٥/ رقم / ١٨٧٧٣ شاكر]، لكن أيوب هذا قد تكلموا فيه، راجع: "اللسان" [١/ ٤٨٢]، وقد اضطرب فيه أيضًا.
فعاد ورواه عن عمرو بن قيس - مثل لفظ ابن عباس - به مرسلًا. .. ، هكذا أخرجه الطبري أيضًا [رقم ١٨٧٧٤]، لكن الطريق إليه مغموز. =

الصفحة 69