كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 2)

راشد بن سعد، عن سعد بن أبي وقاص، قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، عن هذه الآية: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} [الأنعام: ٦٥]، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَمَّا إِنَّهَا كَائِنَةٌ، وَلَمْ يَاتِ تَأْوِيلُهَا".
---------------
= وتمام في الفوائد [٢/ رقم ١٥٢١]، وابن عساكر في "تاريخه" [٩/ ٣٦]، والبدر بن جماعة في "مشيخته/ تخريج عَلَم الدين البرزالي" [رقم ١٢٠]: وأبو حيان الأندلسي في "المنتخب من حديث شيوخ بغداد" [رقم ٧٨/ مخطوط/ بترقيمي]، والذهبى في "التذكرة" [٤/ ١٤٨٩]، وفي "معجم شيوخه" [١/ ٢٦٤ - ٢٦٥/ طبعة مكتبة الصديق]، وغيرهم، من طرق عن أبي بكر ابن أبي مريم عن راشد بن سعد عن سعد به ... قال الترمذي: "هذا حديث غريب". وفي بعض النسخ: "حسن غريب".
قلتُ: هذا إسناد مائل منقطع؛ أبو بكر ابن أبي مريم الغسانى ضعيف مختلط، كان صدوقًا أول أمره، حتى طرقه بعض اللصوص ليلًا؛ فسرقوا متاعه وماله، فأصبح الرجل وقد أنكر عقله من هول الصدمة، فجعل يحدث بما لا يدرى ولا يعقل، حتى كثرت المناكير في حديثه، وكان عابدًا فاضلًا ورعًا. وبه: أعله الذهبي، فقال عقب روايته في "معجم شيوخه": "هذا حديث إسناده ضعيف من قبل أبي بكر الغسانى".
وشيخه راشد بن سعد: ثقة معروف، لكن جزم أبو زرعة بكونه لم يسمع من سعد، كما في "جامع التحصيل" [ص ١٧٤]، لكن أخرج البخاري في "تاريخه" [٣/ ٢٩٢]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" [١٧/ ٤٥٢] من طرق حيوة بن شريح الشامي عن بقية بن الوليد - وصرح بالسماع عند ابن عساكر - عن صفوان بن عمرو قال: "ذهبتْ عين راشد يوم صفين".
قلتُ: يعكر عليه ما مضى نقْلُه عن أبي زرعة، لكن طريق الجمع بينهما أن يقال: لعله رأى سعدًا لكنه لم يسمع منه شيئًا.
• تنبيه: وقع في سند المؤلف "حدثنا إبراهيم بن سعيد - هو الجوهرى - حدثنا أبو فلان" كذا وقع عنده: "أبو فلان". ويظهر لى أن المراد به: "أبو اليمان الحكم بن نافع" فهو قد روى هذا الحديث عن أبي بكر ابن أبي مريم عند: أحمد، وتمام، والطبراني، وغيرهم؛ وإبراهيم بن سعيد الجوهرى مشهور بالرواية عن أبي اليمان. فلعله سمعه منه قديمًا فلما حدَّث به لم يتذكر اسم مَنْ حدثه، غير أنه كان يدرى أن لشيخه فيه كنية، ولا يذكر ما هي، فلما أعياه ذلك، حدَّث به عن "أبي فلان" على النسيان.

الصفحة 72