العلاء ابن أبي العباس، قال: سمعت أبا الطفيل يحدث، عن بكر بن قرواش، عن سعد بن مالك، أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - وذكر - يعنى ذا الثدية - الذي وجد مع أهل النهر، فقال: "شَيْطَانُ رَدْهَةٍ، يَحْدُرُهُ رَجُلٌ مِنْ بَجِيلَةَ، يُقَالُ لَهُ: الأَشْهَبُ أَوِ ابْن الأَشْهَبِ عَلامَةٌ فِي قَوْمٍ ظَلَمَهُ"، قال: سفيان: فقال عمارٌ الدهنيٌ، حين حدث: جاء به رجلٌ منا من بجيلة، فقال: أراه فلانًا من دهن، يقال له: الأشهب أو ابن الأشهب.
---------------
= [١/ ١٥١]، وعبد الرزاق في "آثار الصحابة" [رقم/ ١٢٣]، وابن أبي عاصم في "السنة" [٢/ رقم/ ٧٦٩/ ظلال]، والشاشي في "مسنده" [١/ رقم ١٦٤]، والبيهقي في "دلائل النبوة" [٦/ ٤٣٣ - ٤٣٤/ الطبعة العلمية]، وأبو إسماعيل الهروى في "ذم الكلام" [٤/ رقم ٦٥٥]، وابن المغازلى في "مناقب على" [رقم ٨٣/ طبعة دار الآثار]، وجماعة من طرق عن ابن عيينة عن العلاء بن أبي العباس عن أبي الطفيل عن بكر بن قرواش عن سعد به ... وهو عند أحمد باختصار. قال البزار: "وَهَذَا الحَديثُ لا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَن النَّبي - صلى الله عليه وسلم - إِلَّا سَعْدٌ، وَلَا نَعْلَمُ لهُ إسْنَادًا، عَنْ سَعْد إِلَّا هَذَا الإِسْنَادَ". وقالَ ابن عدي: "هذا الحديث لا يعرف إلا ببكر بن قرواش عن سعد".
قلتُ: وهذا إسناد منكر، وبكر بن قراوش مجهول لا يُعرف، ونكر لا تُتعرَّف، قال ابن المديني: "لم أسمع بذكره إلا في هذا الحديث" وقال البخاري: "فيه نظر" وهذا جرح شديد عنده، وقال الذهبي في "الميزان": "بكر بن قرواش عن سعد بن مالك لا يعرف، والحديث منكر" راجع "اللسان" [٢/ ٥٦]، وقد أنكر عليه العقيلي وابن عدي هذا الحديث، وساقاه له في ترجمته من "الضعفاء"، فماذا يجْديه توثيق العجلي وابن حبان له؟!
أما الحاكم: فإنه قال عقب روايته: "هذا حديث صحيح الإسناد"، كذا قال، وقد تعقبه الذهبي في "تلخيص المستدرك" فقال: "ما أبعده من الصحة وأنكره"، وقال المناوي في "التيسير بشرح الجامع الصغير" [٢/ ١٥٧/ طبعة مكتبة الشافعي]: "هذا حديث منكر".
وأبو الطفيل: هو عامر بن واثلة صحابى مشهور، وروايته عن بكر بن قرواش من قبيل رواية الصحابة عن التابعين، وقد جمعها الخطيب الحافظ في جزء مفرد. والعلاء بن أبي العباس: يقول عنه الأزدي: "شيعي غال" ونحوه قال أبو حاتم، لكن وثقه ابن معين جدًّا، وكذا العجلي وابن حبان. وزاد الأخير: "وقد روى عن أبي الطفيل إن كان سمع عنه" هكذا شكَّك ابن حبان في سماعه من أبي الطفيل، بل قد جزم بذلك في كتابه "مشاهير علماء الأمصار" [ص ١٤٦]، =