كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 2)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
= وقد اختلف في سنده على ابن جريج على ألوان، كما تراه عند عبد الرزاق [رقم/ ٤١٧٠]، والدورقى في "مسند سعد" [رقم/ ١١٥]، والدارقطنى في "العلل" [٤/ ٣٩٠]، وغيرهم.
٦ - ومنهم عمرو بن قيس: كما ذكره الدارقطنى في "العلل" [٤/ ٣٨٨]. كلهم رووه عن ابن أبى مليكة عن ابن أبى نهيك - واختلفوا في تسميته كما يأتى - عن سعد به مرفوعًا كما مضى.
قلتُ: وهذا الوجه هو المحفوظ، وسنده قوى مستقيم، رجاله ثقات سوى ابن أبى نهيك فقد جهله بعضهم، لكن وثقه النسائي والعجلى وابن حبان. وقد اختلف النقلة في تسميته على وجوهٍ كثيرة، ذكر بعضها الحافظ في ""التهذيب" [٦/ ١٨٢]، ثم صوَّب اسمه بكونه: "عبيد الله بن أبى نهيك".
أما صاحب "المستدرك" فقد جنح إلى التعدُّد، فزعم أن هناك رجلين أحدهما يسمى: "عبد الله بن أبى نهيك" والآخر: "عبيد الله بن أبى نهيك" كلاهما روى هذا الحديث عن سعد، ثم قال [١/ ٧٥٩]: "والدليل على صحة الروايتين: رواية عمرو بن الحارث - وهو أحد الحفاظ الأثبات عن ابن أبى مليكة. . .".
ثم أخرج بإسناده الصحيح إلى عمرو بن الحارث عن ابن أبى مليكة أنه حدثه عن ناسٍ دخلوا على سعد بن أبى وقاص به. . . وذكره. قال الحاكم: "فهذه الرواية تدل على أن ابن أبى مليكة لم يسمعه من راوٍ واحد، إنما سمعه من رواةٍ لسعد". وأقول: رواية الماضين عن ابن أبى مليكة هي الأرجح على قواعد هذا العلم. فلعل عمرو بن الحارث سمع جماعة من أصحابه - كالليث وغيره - يرونه عن ابن مليكة فيختلفون في اسم ابن أبى نهيك، فظنه أكثر من رجل، فلما سمعه من ابن أبى مليكة كأنه شك في تعيين اسم الرجل فقال: "عن ناسٍ دخلوا على سعد. . ." أو كأنه اعتقد أن ابن أبى مليكة يرويه عن رجال من آل أبى نهيك عن سعد به؛ فاستجاز لنفسه أن يقول: "عن ناسٍ. . ." هذا ما يبدو لى في رواية عمرو بن الحارث، وإلا فرواية عمرو بن دينار وأصحابه أقوى وأسند.
وقد جاء بعض الضعفاء ومعهم بعض من في حفظه شئ، ورووا هذا الحديث عن ابن أبى مليكة فاختلفوا عليه في سنده، فرواه عنه بعضهم فجعله من "مسند ابن الزبير". كما أخرجه البزار [رقم ٢١٩٢]. وخالفه آخر، فرواه عنه فجعله من "مسند أبى لبابة". كما أخرجه أبو داود [رقم ١٤٧١]، والطبرانى في "الكبير" [٥/ رقم ٤٥١٤]، والبيهقى في "سننه" [رقم ٢٢٥٧]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى" [٣/ رقم ١٩٠٣]، وجماعة. =

الصفحة 8