كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 2)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
= لكن يقول حسين الأسد في تعليقه على "مسند المؤلف": "إسناده صحيح، ولا تضره جهالة ابن سعد؛ لأن أولاد سعد الذين رووا عنه: عامر وعمر ومحمد ومصعب وإبراهيم كلهم ثقات".
قلتُ: ومثله قال المعلقون على "مسند أحمد" [٣/ ١٥٧/ طبعة الرسالة] وفيما قالوه نظر؛ وذلك من وجهين:
الأول: أن دعوى كون من ذكروهم من أولاد سعد كلهم ثقات، هي دعوى عريضة، بل نحن ننازعهم في ثقة "عمر بن سعد" وحده، وحاله مشروح في "تهذيب الكمال" [٢١/ ٣٥٦ - ٣٥٩].
والثانى: أن لسعد من الأولاد جماعة - غير الماضيين - لم يشتهروا أو يعرف لهم رواية عن أبيهم، لكن هذا لا يمنع أن يروى بعضهم عنه شيئًا أو بعض شيء، ومن هؤلاء: إسحاق الأكبر، وإسحاق الأصغر، وإسماعيل، وموسى، وعبد الله الأكبر، وعبد الله الأصغر، وعبد الرحمن، وعمير الأكبر، وعمير الأصغر، وعمران، وصالح وغيرهم. راجع: "طبقات ابن سعد" [٣/ ١٣٧، ١٣٨].
نعم: قد وقع في سند ابن منده التصريح بكون "ابن سعد" المبهم في هذا الحديث هو "عامر بن سعد" الثقة المعروف. فعند ابن منده: "عن ابن سعد هو عامر" لكن يغلب على ظنى أنه مدرج من قول ابن منده نفسه؛ ظنّا منه أنه عامر؛ لكونه مكثرًا عن أبيه سعد، فإن صح ظنى: فالحديث معلول بما مضى، وإن لم يصح فالإسناد جيد؛ لكون أبي صخر - وهو حميد بن زياد - المدني مختلفًا فيه، وهو صدوق متماسك إن شاء الله، ولا ينفى هذا أن له أوهامًا غمزه بعضهم لأجلها.
وقد خُولف في إسناده، خالفه بكر بن سليم الصواف، فرواه عن أبي حازم فقال: عن سهل بن سعد الساعدى به بشطره الأول فقط .. .، فجعله من مسند "سهل بن سعد".
هكذا أخرجه الطبراني في "الكبير" [٦/ رقم ٥٨٦٧]، وفي "الصغير" [١/ رقم ٢٩٠]، وفي "الأوسط" [٣/ رقم ٣٠٥٦]، والقضاعي في "الشهاب" [٢/ رقم ١٠٥٥]، والدولابي في "الكنى" [٢/ ٥٩٥]، وابن عدي في "الكامل" [٢٩/ ٢]، واللالكائى في "شرح أصول الاعتقاد" [١/ ١١٢ - ١١٣]، وغيرهم من طريق بكر بن سليم ثنا أبو حازم عن سهل بن سعد الساعدى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء. قالوا: يا رسول الله وما الغرباء؟ قال: "الذين يصلحون عند فساد الناس". =

الصفحة 81