كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 2)

أنه خطب امرأةً بمكة وهو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ليت عندي من يراها، ومن يخبرني عنها!! فقال رجلٌ يدعى هيتٌ: أنا أنعتها لك: إذا أقبلتْ قلت: تمشى على ستّ، وإذا أدبرت، قلت: تمشى على أربع، فقال لى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَرَى هَذَا مُنْكَرًا، أَرَاهُ يَعْرفُ أَمْرَ النِّسَاء! "، وكان يدخل على سودة فنهاه أن يدخل عليها، فلما قدم المدينة نفاه، وكان كذلك حتى إمرة عمر، فجهد، فكان يرخص له أن يدخل المدينة يوم الجمعة، فيتصدق عليه.
---------------
= [٩/ ١١٣/ طبعة العاصمة]، ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" [٢٢/ ٢٧٥]، والحكيم الترمذي في "المنهيات" [ص / ١٧٦]، وغيرهم، من طريق بكر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عيسى بن المختار عن ابن أبي ليلى عند عبد الكريم بن أبي المخارق عن مجاهد عن عامر بن سعد عن أبيه به نحوه ...
وهو مختصر عند الحكيم بلفظ: "عن سعد بن مالك: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفى رجلًا مخنثًا من المدينة، فكان كذلك حتى إمرة عمر رضي الله عنه، فكان يرخص له أن يدخل يوم الجمعة المدينة فيتصدق عليه"، وعند البزار: "إِذَا أقْبَلَتْ قُلْتُ تَمْشِى بِأرْبَعٍ، وَإِذَا أدبرَتْ، قُلْتُ: تَمْشِى بثَمَانٍ".
قال البزار: "وَهَذَا الحديثُ لا نَعْلَمُ أحَدًا رَوَاهُ عَنْ سعْدٍ، إِلَّا ابْنُهُ عَامرٌ، وَلا رَوَاهُ عَنْ عَامر بْنِ سَعْد إلَّا مُجَاهدٌ، وَلا رَوَاهُ عَنْ مُجَاهدٍ، إِلَّا عَبْدُ الكَريم، وَلا رَوَاهُ عَن عَبْد الْكَرِيمِ، إلَّا ابْنُ أَبى ليْلَى، وَلا رَوَاهُ عَنِ ابْن أبي لَيلَى إِلَّا عِيسَى بْنُ الْمُختَار، وَلا رَوَاهُ عَن عِيسَى إَلَّا بكْرُ بنُ عَبْد الرَّحْمَنِ، وَلا نَعْلَمُ أسنَدَ مُجَاهدٌ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْد، عَن أبيه إِلَّا هَذَا الحديثَ".
قلت: هذا إسناد ضعيف. وابن أبي ليلى: هو محمد بن عبد الرحمن الإمام الضعيف المشهور، وبه وحده: أعل البوصيري هذا الحديث في "إتحاف الخيرة" [٤/ ٣٢]، فقال: "ابْنُ أبِى لَيْلَى ضَعِيفٌ، وَاسْمُهُ مُحَمدُ بْنُ عَبْدِ الرحْمَنِ". وهذا قصور منه.
وابن أبي المخارق: قد ضعفه النقاد بخط عريض، ولا يشفع له رواية مالك عنه، كما لم تشفع رواية شعبة والثوري والقطان وأحمد ونحوهم عن جماعة من الضعفاء قد خفيت عليهم أحوالهم.
وبه وحده: أعله الهيثمي في "المجمع" [٤/ ٥٠٨]: فقال: "رواه أبو يعلى والبزار، وفيه عبد الكريم أبو أمية وهو ضعيف". وهذا قصور منه هو الآخر. =

الصفحة 85