كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 2)

إبراهيم بن محمد بن سعد، قال: حدثني والدى محمدٌ، عن أبيه سعد، قال: مررت بعثمان بن عفان في المسجد فسلمت عليه، فملأ عينيه منى، ثم لم يرد عليَّ السلام، فأتيت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، فقلت: يا أمير المؤمنين، هل حدث في الإسلام شئٌ؟!
---------------
= قلتُ: يعنى ليس فيه "عن إبراهيم بن محمد عن أبيه" وإنما هو عن إبراهيم عن جده سعد دون واسطة، ثم قال الترمذي: "وروى بعضهم عن يونس بن أبي إسحاق فقالوا: عن إبراهيم بن محمد بن سعد عن أبيه عن سعد ... وكان يونس بن أبي إسحاق ربما ذكر في هذا الحديث عن أبيه، وربما لم يذكره".
قلت: فيفهم من هذا: أن يونس كان يضطرب في إسناده، والصواب عندي: أن الوهم فيه إنما هو ممن دون يونس إن شاء الله. ولم أجد أحدًا رواه عن يونس واختلف عليه في إسناده سوى محمد بن يوسف الفريابي وحده، فقد رواه الترمذي في "سننه" من طريق محمد بن يحيى الذهلى عن محمد ابن يوسف الفريابي عن يونس عن إبراهيم بن محمد بن سعد عن أبيه عن سعد به ... كما مضى. ثم قال الذهلى: "قال محمد بن يوسف: مرة عن إبراهيم بن محمد بن سعد عن سعد، ولم يذكر فيه: عن أبيه".
قلتُ: فالظاهر أن الفريابي كان يتردد في ذلك، والصواب إثبات: "عن أبيه"، وهكذا رواه الثقات عن يونس بإثباتها. وقد اختلف في سنده على الفريابي على لون ثانٍ، كما تراه عند الحاكم [١/ ٦٨٥]، والمحفوظ هو الوجه الأول.
وقد توبع يونس على المرفوع منه: تابعه محمد بن مهاجر القرشي عند النسائي في "الكبرى" [١٠٤٩١]، وفي "اليوم والليلة" [رقم ٦٥٥]، وابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة" [رقم ٣٣]، ومن طريقه الحاكم [١/ ٦٨٥]، والبيهقي في "الدعوات" [١/ رقم ١٨٦]، وغيرهم من طريق عبيد بن محمد المحاربى عن محمد بن مهاجر به ...
قلتُ: ومحمد بن مهاجر روى عنه جماعة ووثقه ابن حبان، لكن غمزه البخاري وتبعه العقيلي وابن عدي، والرواى عنه: يقول عنه ابن عدي: "له أحاديث مناكير يرويها عن ابن أبي ذئب وغيره". وضعفه الحافظ في "التقريب" لكن حديثه - هو وابن المهاجر - لا بأس به في المتابعات كما هنا.
والحديث: ذكره الهيثمي في "المجمع" [٧/ ١٦٧]، ثم قال: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير إبراهيم بن محمد بن سعد بن أبي وقاص وهو ثقة". وللحديث: طريق آخر عن سعد نحوه مضى [برقم ٧٠٧]، وله شواهد كثيرة عن جماعة من الصحابة.

الصفحة 94