كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 2)

قال: وما ذاك؟ قلت: لا، إلا أنى مررت بعثمان آنفًا في المسجد فسلمت عليه فملأ عينيه منى ثم لم يرد عليَّ السلام، قال: فأرسل عمر إلى عثمان فدعاه، فقال: ما يمنعك أن تكون رددت على أخيك السلام؟ قال عثمان: ما فعلت، قال سعد: قلت: بلى! قال: حتى حلف وحلفت، قال: ثم إن عثمان ذكر، فقال: بلى! فأستغفر الله وأتوب إليه! إنك مررت بى آنفًا وأنا أحدِّث نفسى بكلمة سمعتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لا واللَّه ما ذكرتها قط إلا تغشَّى بصرى وقلبى غشاوةٌ، فقال سعد: فأنا أنبئك بها، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر لنا أول دعوة، ثم جاء أعرابيّ فشغله، ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاتبعته، فلما أشفقت أن يسبقنى إلى منزله، ضربت بقدمى الأرض، فالتفت إليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "مَنْ هَذَا أَبُو إسحَاقَ؟ " قال: قلت: نعم يا رسول الله، قال: "فَمَهْ؟ " قال: قلت: ولا واللَّه إلا أنك ذكرت لنا أول دعوة، ثم جاء هذا الأعرابى، فقال: "نَعَمْ، دَعْوَةُ ذِى النّونِ {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (٨٧)} [الأنبياء: ٨٧]، فَإنهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا مُسْلِمٌ رَبَّهُ فِي شىْءٍ قَطّ إلا اسْتَجَابَ لَهُ".
٧٧٣ - حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا إسحاق بن عيسى، حدّثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه،
---------------
٧٧٣ - صحيح لغيره: أخرجه أحمد [١/ ١٧١]، ومن طريقه الضياء في "المختارة" [٣/ ٢٦٩ - ٢٧٠]، وابن حبان [١٥٤٩]، والحارث [١/ رقم ٢١٧/ "زوائد الهيثمى"]، والدورقى في "مسند سعد" [رقم ١٠٣]، والخطيب في "تاريخه" [٦/ ١٧٨]، وغيرهم، من طرق عن إبراهيم بن سعد الزهرى عن أبيه سعد عن معاذ التيمى عن سعد به ...
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف، ومعاذ التيمى شيخ مجهول، انفرد عنه سعد بن إبراهيم بالرواية، ولم يوثقه إلا ابن حبان وحده، راجع "تعجيل المنفعة" [١/ ٤٠٦]، وقد وهم حسين الأسد في تعليقه على "مسند المؤلف" فقال: "ومعاذ: هو ابن عبد الرحمن التيمى".
قلتُ: وهذا غيره على التحقيق؛ فالأول مجهول العين والصفة، يروى عنه سعد بن إبراهيم ويروى هو عن سعد بن مالك وحده، والثانى شيخ صدوق من رجال "التهذيب". وقد رأيت ابن حبان قد خلط في ترجمة الرجلين، فجعلهما أربعة، فانظر "الثقات" له [٣/ ٣٧٠]، [٥/ ٣٢٤]، و [٥/ ٤٢١]، [٥/ ٤٢٢].=

الصفحة 95