. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
= قلتُ: ومداره على العلاء بن صالح وهو مختلف فيه، وثقه جماعة، وتكلم في حديثه آخرون، والظاهر من حاله أنه صدوق وسط له أوهام، ويشبه أن يكون قد وهم في هذا السياق، فقد ذكره ابن عبد البر في "التمهيد" [٣/ ١٩]، ثم قال: "ولم يوافق عليه العلاء، وهو شئ لا أصل له".
قلتُ: والمحفوظ في عن ابن عباس من هذا السياق الماضى: هو ما رواه عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: (أخبرتنى عائشة وابن عباس - رضى الله عنهما - قالا: لبث النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن، وبالمدينة عشر سنين) هكذا أخرجه الطبراني [٤٦٩٤]، وجماعة.
٣ - ومنها طريق عمار مولى بنى هاشم قال: (حدثنا ابن عباس أن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - توفى وهو ابن خمس وستين) أخرجه مسلم [٢٣٥٣]، وجماعة كثيرة، من طرق عنه به ... وسيأتى عند المؤلف [٢٦١٤] وقبله [برقم ٢٤٥٢].
وسنده قوى مستقيم. وهذا الطريق هو أقوى الطرق مطلقًا عن ابن عباس في هذا الحديث، لكن قال البخارى في "الأوسط" كما في "تهذيب الحافظ" [٧/ ٤٠٤]، بعد أن ساق تلك الرواية عن عمار: "لا يتابع عليه، وكان شعبة يتكلم فيه".
قلتُ: بل عمار شيخ مقبول، وثقه جماعة من كبار الأئمة منهم أبو حاتم الرازى، وحسبك به، وكلام شعبة فيه مبهم لا ندرى أقادح هو أم لا؟!
أما قول البخاري،: "لا يتابع عليه" يعنى لم يتابع عمار على هذا من وجه صحيح عن ابن عباس، بل إنه قد خولف فيه: خالفه عكرمة وعمرو بن دينار، ونصر بن عمران وابن سيرين وابن المسيب وكريب وأبو حصين ومقسم وأبو ظبيان وغيرهم، كلهم رووه عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - (توفى وهو ابن ثلاث وستين) وليس (خمسًا وستين).
وبهذا جزم الإمام بشذوذ رواية عمار بن أبى عمار في "ضعيف الترمذى"، لكن لا يلجأ إلى القول بالشذوذ مع إمكان الجمع، لاسيما ولرواية عمار شواهد مثله عن جماعة من الصحابة، مضى الكلام على بعضها في الحديث [رقم ١٥٧٥]، فانظر البحث هناك.
وفى المقام بسط لا يحتمله هذا المكان، فراجع "التمهيد" [٣/ ١٨ - ٢٧]، و"الاستذكار" [٨/ ٣٢٨، ٣٢٩]، والفتح [٨/ ١٥١]، و"عمدة القارى" [١٦/ ٩٩]، و"البداية والنهاية" [٥/ ٢٥٨، ٢٥٩]، وغير ذلك.