كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 4)

٢٤١٥ - حَدثَّنَا عبد الأعلى بن حماد النرسى، حدّثنا معتمر بن سليمان، عن منذر، عن وهبٍ، عن ابن عباسٍ، قال: قال نبى الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَخْرُجُ مِنْ عَدَنَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا يَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسولهُ، هُمْ خَيْرُ مَنْ بَيْنِى وَبَيْنَهمْ" قال المعتمر: أظنه قال: في الأعماق.
---------------
٢٤١٥ - صحيح: أخرجه أحمد [١/ ٣٣٣]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" [٦٣/ ٣٦٦]، والطبرانى في "الكبير" [١١/ رقم ١١٠٢٩]، ويحيى بن معين في "الجزء الثاني من فوائد حديثه" [رقم ٧٢]، وابن أبى حاتم في الجرح والتعديل [٨/ ٢٤٢]، والحسن بن على الجوهرى في "فوائد منتقاة" [ق ٢٨/ ٢]، كما في "الصحيحة" [٦/ ٦٥٦]، والخلال في "العلل" [ص/ ٦٥ رقم ١٤/ المنتخب لابن قدامة]، وغيرهم، من طرق عن المنذر بن النعمان عن وهب بن منبه عن ابن عباس به.
قلتُ: هذا إسناد صحيح مستقيم، وهكذا رواه عبد الرزاق وهشام بن يوسف والمعتمر بن سليمان عن المنذر به ...
وتابعهم: محمد بن الحسن بن أتش عند ابن عدى في "الكامل" [٦/ ١٧٦].
ثم جاء ابن الجوزى وأخرج الحديث من طريق ابن عدى في العلل المتناهية [١/ ٣٠٦].
ثم شغب على عادته وقال: "هذا حديث لا يصح" ثم أعله بمحمد بن الحسن ومن دونه في سند ابن عدى، وهذا إعلال مهجور، ولو صح أن في طريق ابن عدى عقارب ناهسة، فالحديث محفوظ على كل حال من رواية الثقات عن المنذر بن النعمان كما مضى.
وهلَّا قال ابن الجوزى: "هذا إسناد لا يصح"؟! لكنه التسرع في تضعيف صحاح الأخبار، ورجال الحديث كلهم ثقات معروفون، والمنذر بن النعمان وثقه ابن معين وابن حبان.
ثم وجدت الخلال قد نقل في "علله" [ص ٦٥/ منتخب ابن قدامة]، عن الإمام أحمد أنه قال: "المنذر بن النعمان ثقة صنعانى، ليس في حديثه مسند غير هذا".
ثم جاء المعلَّق الفاضل على "منتخب علل الخلال" [ص ٦٥، ٦٦/ مكتبة التوعية]، وحاول إعلال الحديث بعلة أخرى، فقال: "لكن العلة - واللَّه أعلم - هي الانقطاع بين وهب بن منبه وابن عباس".
قلتُ: وهذه علة مخترعة، ولا أعلم أحدًا نفى سماع وهب بن منبه من ابن عباس أصلًا، وحديثه عنه عند أصحاب، السنن إلا ابن ماجه، وقد نصَّ ابن أبى حاتم وابن حبان وغيرهما عدى روايته عن ابن عباس، بل وجدت الذهبى قد قال في أول ترجمته من "سير النبلاء" [٤/ ٥٤٥: =

الصفحة 107