كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 4)

٢٤١٩ - وَعَنْ هقلٍ، قال: سمعت الأوزاعى، حدّثنا الزهرى، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباسٍ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بشاة ميتة، فقال: "أَلا اسْتَمْتَعْتُمْ بِجِلْدِهَا" فقالوا: يا رسول الله، إنها ميتةٌ، قال: "إِنَّمَا حَرُمَ أَكْلُهَا".
---------------
= ثم ذكر الرواية المرسلة من طريق ابن عيينة عن عبد الله بن أبى بكر عن الزهرى عن عبيد الله به ... ، وأشار إلى أنه هو المحفوظ عنه، وهو كذلك؛ فلعل ابن إسحاق قد لزم الطريق في روايته، ثم هو قبيح التدليس، وقد عنعنه.
٢ - وأما الأوزاعى: فقد رواه عنه أبو عاصم النبيل وأيوب بن خالد ويحيى بن عبد الله البابلتى ويحيى القطان وسفيان بن العلاء ومحمد بن مصعب وهقل بن زياد وغيرهم، كلهم رووه عنه على الوجه الماضى.
ثم جاء الوليد بن مسلم وخالفهم في متنه، ورواه عنه بإسناده به مرفوعًا بلفظ: (مضمضوا من اللبن فإن له دسمًا) هكذا أخرجه ابن ماجه [٤٩٨]، بإسناد صحيح إليه، قال الإمام في "الصحيحة" [٣/ ٣٤٨]: "وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين إن سلم من تدليس الوليد، لكنه شاذ عندى بهذا اللفظ".
قلتُ: أما سلامته من تدليس الوليد، فهذا ظاهر من تصريح الوليد بالسماع من الأوزاعى في سنده، وأما شذوذ لفظه، فهذا لا امتراء فيه، وإن كان لهذا اللفظ شواهد عن جماعة من الصحابة؛ لكن ذلك لا يحول دون الجزم بكونه شاذّا من حديث الزهرى.
ثم رأيتُ زمعة بن صالح - الضعيف المشهور - قد أثقل كاهله جدًّا؛ بمخالفته أصحاب الزهرى في هذا الحديث، فرواه عن الزهرى فقال: عن أنس قال: (حلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شاة وشرب من لبنها، ثم دعا بماء فمضمض فاه وقال: "إن له دسمًا")، هكذا أخرجه ابن ماجه أيضًا [٥٠١]، وابن حبان في "المجروحين" [١/ ٣١٢]، بإسناد صحيح إليه.
وهذا منكر جدًّا، وقد أورده ابن حبان في ترجمة (زمعة) ثم قال عقبه: "وهذا خطأ فاحش ... " ثم بيَّن أن الصواب فيه: هو قول من رواه عن الزهرى عن عبيد الله عن ابن عباس به ...
٢٤١٩ - صحيح: أخرجه البخارى [١٤٢١، ٢١٠٨، ٢٥١١]، ومسلم [٣٦٣]، وأبو داود [٤١٢٠، ٤١٢١، ٤١٢٢]، ومالك [١٠٦٢]، ومن طريقه النسائي [٤٢٣٤، ٤٢٣٥، ٤٢٣٦]، وابن ماجه [٣٦١٠]، وأحمد [١/ ٢٦١، ٣٢٩]، و [٦/ ٣٢٩]، والدارمى [١٩٨٨، ١٩٨٩] وابن حبان [١٢٨٢]، و [١٢٨٤، ١٢٨٥، ١٢٨٩]، والشافعى [١٨، ١٩]، =

الصفحة 114