كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 4)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
= قلتُ: وهذا إسناد قوى إليه، شيخ البيهقى هو عبد الله بن يوسف بن أحمد الأصبهانى نزيل نيسابور وثقه الخطيب في "تاريخه" [١٠/ ١٩٨]، وشيخه القطان هو: (محمد بن الحسين بن الحسن بن خليل) مسند خرسان، أثنى عليه الحاكم وغيره، وترجمته في "سير النبلاء" [١٥/ ٣١٨]، وإبراهيم بن الحارث هو ابن إسماعيل النيسابورى الصدوق الصالح، من رجال البخارى في "صحيحه"، ويحيى بن أبى بكير ثقة حافظ مأمون.
وليست تلك الرواية مخالفة منه لمن رواه عن شعبة فلم يذكر فيه واسطة بين يحيى وابن عباس، بل ما جاء به هنا؛ هو تلك الزيادة المقبولة من الثقات أمثاله، وصهيب البصرى هو المعروف بأبى الصهباء البكرى، وثقه أبو زرعة وابن حبان، وضعفه النسائي، فمثله في رتبة الصدوق، وليس "مقبولًا" كما ذكره الحافظ في "تقريبه" على اصطلاحه، فالإسناد صالح، وللحديث طرق أخرى عن ابن عباس به نحوه ... منها:
١ - ما رواه ابن ماجه [٩٥٣]، وأحمد [١/ ٢٤٧]، والطبرانى في "الكبير" [١٢/ رقم ١٢٦٩٦، ١٢٧٠٤]، وغيرهم، من طريقين عن يحيى بن ميمون العطار عن الحسن العرنى قال: (ذكر ابن عباس ما يقطع الصلاة، فذكروا الكلب والحمار والمرأة، فقال: ما تقولون في الجدى؟! إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلى يومًا، فذهب جَدْىٌ يمر بين يديه؛ فبادره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القبله)، هذا لفظ ابن ماجه، ونحوه عند الطبراني في الموضعين، وهو عند أحمد مطولًا، قال البوصيرى في "مصباح الزجاجة": "إسناده صحيح إلا أنه منقطع".
قلتُ: وذلك أن الحسن العرنى لم يسمع من ابن عباس كما قاله أحمد، بل قال أبو حاتم: "لم يدركه" راجع "تهذيب الحافظ" [٢/ ٢٩١].
وقد توبع عليه يحيى بن ميمون العطار: تابعه سلمة بن كهيل عن الحسن العرنى عن ابن عباس: (أن جديًا سقط بين يدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلى، فلم يقطع صلاته) هكذا أخرجه أحمد [١/ ٣٤٣]، من طريق ابن مهدى عن الثورى عن سلمة به ...
قلتُ: وهذا إسناد صحيح إليه، لكن خولف الثورى فيه، خالفه أشعث بن سوار، فرواه عن سلمة بن كهيل فقال: عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به نحوه ... بلفظ: (مرت شاة بين يدى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في الصلاة بينه وبين القبلة فلم يقطع صلاته) فجعل شيخ سلمة فيه هو: (سعيد بن جبير) بدل (الحسن العرنى). =

الصفحة 122