كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 4)

٢٣٦٤ - حَدَّثَنَا شيبان بن فروخٍ، حَدَّثَنَا أبو عوانة، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباسٍ، قال: ماتت شاةٌ لسودة بنت زمعة، فقالت: يا رسول الله، ماتت فلانةٌ - تعنى الشاة - قالت: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فَهَلَّا أَخَذْتُمْ مَسْكَهَا؟ " قالت: نأخذ مسك شاةٍ قد ماتت؟! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا} إِلى {أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ} [الأنعام: ١٤٥]، أَيُّكُمْ يَطْعَمُهُ"؟ أي: تدبغونه فتنتفعون به قال: فأرسلت إليها فسلختْها فدبغتْها، واتخذت منه قربةً حتى تخرقت عندها.
---------------
= فتلك علة الحديث مع ثقة رجاله، نعم لم ينفرد به أبو عون، بل تابعه عطاء بن السائب على نحوه مع ذكر الآية الماضية عند النسائي في "الكبرى" [١١٥١٩]، من طريق سعيد بن يحيى الأموى عن أبيه عن محمد بن قيس عن عطاء به.
قلتُ: عطاء بن السائب هو إمام المختلطين، وسماع محمد بن قيس لا يُعرف زمنه بعد! والظاهر أنه من هؤلاء الصغار الذي أدركوا عطاء بعد أن سقط حفظه إلى الأبد، ومحمد بن قيس شيخ متقن صالح، كأنه سمع الحديث من أبى عون الثقفى، ثم من عطاء، أو العكس، وقد يكون عطاء بن السائب قد سمع الحديث من أبى عون، ثم ظن بعد ذلك أنه ربما سمعه من سعيد بن جبير، فحدَّث به على التوهم، فإن صحَّ هذا الاحتمال؛ فقد رجع الحديث إلى الطريق الأول، وقد عرفتَ ما فيه.
والحديث عزاه السيوطى في "الدر المنثور" [٧/ ٥٨٥]، إلى ابن مردويه في "تفسيره" فاللَّه المستعان.
• تنبيه: وقع عند النسائي والطبرانى والبزار تلك الجملة: (إن فقههم لقليل، وإن الشيطان لينطق على ألسنتهم) من قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهى عند المؤلف سياقه لا يتضح منه ذلك، وكذا جملة (أيتكلمون هكذا؟!) وقعت عند النسائي: (تكلموا هكذا) وهكذا وقعت في "مسند المؤلف" من الطبعة العلمية، وهى الصواب.
وفى شطره الأخير عند المؤلف خلل في الطبعتين، ولعل الصواب كان في الأصل هكذا: (فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبى بكر وعمر حيث سمع كلامهم: أتكلمون هكذا؟! قالا: لا يا رسول الله، قال: إن فقههم لقليل ... إلى آخره) وهذا السياق شبيه بسياق النسائي، ونحوه الطبراني، وليس عند البزار ذكر أبى بكر ولا عمر، ولم أر للحديث شاهدًا نحو هذا السياق.
٢٣٦٤ - صحيح: دون تلاوة الآية: مضى الكلام عليه [برقم ٢٣٣٤].

الصفحة 38