كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 4)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
= وهذا إسناد نظيف جدًّا، فكأن المحفوظ فيه موقوف على عكرمة، نعم وجدتُ له طريقًا ثالثًا يرويه الثورى عن صالح مولى التوأمة عن ابن عباس قال: (نزل في قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - على والفضل وشقران) أخرجه عبد الرزاق [٦٤٥٤]، ومن طريقه أبو نعيم في "المعرفة" [رقم ٣٣٩٢]، وعنده وهْم في سنده.
وهذا إسناد لا يصح؛ وصالح مولى التوأمة قد كبر وشاخ حتى اختلط وسال لُعابه، وسماع الثورى منه إنما كان أخيرًا كما نصَّ عليه ابن معين والجوزجانى وابن عدى وغيرهم.
وللحديث شاهد من رواية على بن أبى طالب من طريق ابن المسيب عنه قال: (غسلتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذهبتُ أنظر ما يكون من الميت فلم أر شيئًا، وكان طيبًا حيًا وميتًا - صلى الله عليه وسلم -، وولى دفنه وإجنانه دون الناس أربعة: على والعباس والفضل وصالح - يعنى شقران - مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -).
أخرجه البيهقى في "سننه" [٦٨٣٤]، وفى "الدلائل" [رقم ٣٢١٨]- واللفظ له - والحاكم [١/ ٥١٥]، من طريق الزهرى عن ابن المسيب به ... وهو عند جماعة لكن دون هذا التمام.
وقد اختلف في سنده على الزهرى، فرواه عنه بعضهم فقال عن ابن المسيب: (أن عليّا - رضى الله عنه - لما غسَّل النبي - صلى الله عليه وسلم - ... ) وذكره هكذا مرسلًا، وبسْط الكلام عليه يكون في موضع آخر، على أن قوله في الحديث: (وولى دفنه ... إلخ) يحتمل أن يكون من قول ابن المسيب، بل أراه الظاهر إن شاء الله. وفى الباب آثار عن جماعة من السلف كعكرمة والشعبى كما مضى، وكذا عن غيرهما.
• تنبيه: وجدتُ حديث ابن عباس عند المؤلف: قد أخرجه الدارقطنى في "الأفراد" [رقم/ ٢٧٢٢ أطرافه]، من طريق يحيى بن سعيد الأموى عن إسماعيل بن أبى خالد عن الشعبى عن ابن عباس به ...
ثم نقل الدارقطنى عن شيخه ابن صاعد أنه قال: "وهذا لا أعلم قال فيه أحد: (عن ابن عباس) إلا الأموى - يعنى يحيى بن سعيد - عن إسماعيل بن أبى خالد عنه" ثم قال الدارقطنى: "تفرد به يحيى الأموى".
قلتُ: قد خالفه جماعة رووه عن إسماعيل عن الشعبى به من قوله، كما مضى. وهذا هو المحفوظ.

الصفحة 42