كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 4)

عامدين إلى سوق عكاظٍ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسلت عليها الشهب، فرجعت الشياطين إلى قومهم، فقالوا: ما لكم؟ قالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء، وأرسل علينا الشهب، قال: وما ذاك إلا من شئٍ حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها، فمر النفر الذين أخذوا نحو تهامة، وهو بنخلة، عامدين إلى سوق عكاظٍ وهو يصلى بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن استمعوا له، وقالوا: هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء، فرجعوا إلى قومهم، فقالوا: يا قومنا، إنا سمعنا قرآنًا عجبًا يهدى إلى الرشد فامنا به، فأوحى الله إلى نبيه: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ ... } [الجن: ١].
٢٣٧٠ - حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحجاج، حَدَّثَنَا حيان بن عبيد الله بن حيان أبو زهيرٍ العدوى، حَدَّثَنَا أبو مجلزٍ، عن ابن عباسٍ - قال: وحدّثنا عبد الله بن بريدة، عن أبيه: أن راية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانت سوداء ولواؤه أبيض.
---------------
٢٣٧٠ - ضعيف: أخرجه الطبراني في "الكبير" [٢/ رقم ١١٦١]، و [١٢/ رقم ١٢٩٠٩]، وابن عدى في "الكامل" [٢/ ٤٢٥]، وابن عساكر في "تاريخه" [٤/ ٢٢٤]، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -" [رقم ٣٩٩]، وغيرهم، من طرق عن إبراهيم بن الحجاج عن حيان بن عبيد الله أبى زهير عن أبى مجلز عن ابن عباس به ... ، وعن عبد الله بن بريدة عن أبيه به ...
قلتُ: وطريق ابن عباس وحده عند الطبراني في "الأوسط" [١/ رقم ٢١٩]، وعنه أبو نعيم في "الحلية" [٣/ ١١٤]، والبغوىَ في "شرح السنة" [٥/ ٣١٢] وغيرهم.
ومداره على حيان بن عبيد الله هذا، وهو مختلف فيه، وثقه ابن حبان، ومشاه أبو حاتم الرازى، وقال البيهقى: "تكلموا فيه"، وذكره العقيلى في "الضعفاء"، ومثله ابن عدى في "الكامل"، وساق له الثاني هذا الحديث في عداد غرائبه، وقال عقبه: "وهذا ليس يرويه عن أبى مجلز وابن بريدة بالإسنادين جميعًا إلا حيان هذا".
ثم قال في آخر ترجمته: "ولحيان غير ما ذكرتُ من الحديث، وليس بالكثير، وعامة ما يرويه إفرادات ينفرد بها"، وراجع "اللسان" [٢/ ٣٧٠].
قلت: فالظاهر أنه ليس ممن يحتمل تفرده، وقد رواه عنه عباس بن طالب البصرى بلفظ: (كانت راية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سوداء، ولؤاؤه أبيض مكتوبًا فيه: لا إله إلا الله، محمد رسول اللَّه). =

الصفحة 44