مسلمٍ، عن عمرو بن دينارٍ، عن ابن عباسٍ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الدِّينُ النَّصِيحَةُ"، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: "لِكِتَابِ اللَّهِ، وَلِنَبِيِّهِ، وَلأَئِمَّةِ الْمسْلِمِينَ"
---------------
= قلتُ: وهذا إسناد. ظاهره الحسن، إلا أنه معلول البتة، فهكذا رواه ابن أبى شيبة عن زيد بن الحباب على هذا الوجه، وهو عند البزار [٦١/ كشف]، من هذا الطريق.
وخولف ابن أبى شيبة في سنده، خالفه الإمام أحمد، فرواه عن زيد بن الحباب فقال: عن عبد الرحمن بن ثوبان سمعتُ عمرو بن دينار يقول: أخبرنى من سمع ابن عباس يقول ..... وذكره.
هكذا أخرجه في "مسنده" [١/ ٣٥١]، وتوبع عليه أحمد على هذا الوجه تابعه أيوب الوزان - الثقة المعروف - فرواه عن ابن الحباب عن ابن ثوبان عن عمرو بن دينار عن رجل عن ابن عباس به ...
هكذا ذكره ابن أبى حاتم في "العلل" [رقم ٢٠١٩].
قلتُ: وهذا الاختلاف أراه من زيد بن الحباب نفسه، فقد كان كثير الخطأ كما قاله أحمد، لكنه توبع على نحو اللون الثاني، تابعه عثمان بن عبد الرحمن الطرائفى! فرواه عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن عمرو بن دينار عن ابن عباس به ... وزاد: (وعامتهم) ولم يذكر واسطة بين ابن دينار وابن عباس.
هكذا أخرجه الطبرانى في "الكبير" [١١/ رقم ١١١٩٨]، وفى "مسند الشاميين" [١/ رقم ٩٢]، من طريقين، عن عمرو بن هشام الجزرى عن الطرائفى به ..
قلتُ: وهذا إسناد صحيح إلى ذلك الطرائفى، والطرائفى وإن كان صدوقًا إلا أنه سلك مسلك التوسع في الرواية عن المجاهيل والضعفاء، وأكثر مِنْ تَطلُّب الغرائب والأفراد حتى تكلم فيه جماعة، بل ونسبه بعضهم إلى الكذب.
وقال الأزدى: "متروك"، والتحقيق أنه شيخ صدوق صالح، وإنما أتى مما ذكرناه قبل، وقد شبَّهه جماعة ببقيَّة بن الوليد في ذلك، وهو كما قالوا عند التأمل، والراوى عنه هنا ثقة معروف، فلم يبق في الإسناد سوى عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وعنه يقول أحمد: "أحاديثه مناكير" وقد مشاه جماعة؛ إلا أن أكثر النقاد على تضعيفه، فالظاهر أنه كان يضطرب فيه على عمرو بن دينار، فتارة يذكره عنه عن ابن عباس بلا واسطة، وتارة يأبى إلا أن يذكر الواسطة كما مضى. =