٢٣٧٤ - حَدَّثَنَا أبو بكرٍ، حَدَّثَنَا محمد بن الحسن، حَدَّثَنَا إبراهيم بن طهمان، عن أبى الزبير، عن عتبة مولى ابن عباسٍ، عن ابن عباس، قال: لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الطائف نزل الجعرانة، فقسم بها الغنائم، ثم اعتمر منها، وذلك لليلتين بقيتا من شوالٍ.
---------------
= هكذا أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" [٢٦/ ٢٩٢]، بإسناد حسن إليه، والأول هو المحفوظ موصولًا، وابن هرمز هذا ساقط الحديث عندهم، راجع ترجمته في "التهذيب" و"ذيوله".
فلننظر في الطريق الأول: قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح"، وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه".
قلتُ: قد مضى الكلام مرارًا على حال سماك بن حرب، وأنه صدوق صالح إلا أنه؛ كبر وشاخ حتى تغير وصار يتلقَّن، ولم يذكروا أحدًا ممن سمع منه قديمًا سوى الثورى وشعبة فقط، ثم إن روايته عن عكرمة خاصة قد أعلها جماعة بالاضطراب، راجع ما علقناه على الحديث الماضى [برقم ٢٣٣٢].
ولا أعلم أحدًا قد تابعه على تلك الرواية أصلًا، فماذا يجدى بعد كل هذا تصحيح الترمذى وأضرابه؟! وابن كثير لا يرضى إلا أن يصفَّ نفسه في مصاف الحاكم في تصحيح مثل تلك الأخبار أحيانًا، فتراه يذكر الحديث في "تفسيره" [٢/ ٣٨٠]، ثم يقول: "إسناده جيد" فلْينظر: من أين أتته تلك الجودة؟!
٢٣٧٤ - ضعيف: أخرجه الطبراني في "الكبير" [١١/ رقم ١٢٢٢٣]، وابن أبى شيبة [٣٦٩٦٣]، وابن سعد في "الطبقات" [٢/ ١٧١]، وأبو الشيخ في "ما رواه أبو الزبير عن غير جابر" [رقم ٨٦]، وغيرهم، من طريق إبراهيم بن طهمان عن أبى الزبير عن عتبة مولى ابن عباس به.
قلتُ: قال الهيثمى في "المجمع" [٣/ ٦٠٨]: "رواه أبو يعلى من رواية عتبة مولى ابن عباس ولم أعرفه".
قلتُ: قد جهدتُ للوقوف على ترجمة لهذا العتبة، فلم أستطع، ووقع عند الطبراني: (عن عمير مولى ابن عباس ... ) كذا عن (عمير) بدل: (عتبة)، فلا أدرى أهى محرفة أم لا؟!
وسواء كان هذا أو ذاك فالأمر واحد، ولم نقف لعمير هذا على ترجمة هو الآخر، والحديث ذكره ابن كثير فرع "البداية والنهاية" [٤/ ٣٦٧]، ثم قال: "غريب جدًّا وفى إسناده نظر"، وهو كما قال وزيادة، لأن العلماء كالمجمعين على أن عمرة الجعرانة كانت في ذى القعدة بعد غزوة الطائف ... كذا قال ابن كثير في "البداية" [٤/ ٣٦٦]، وفى هذا الحديث أنها كانت لليلتين =