كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 4)

٢٣٧٥ - حَدَّثَنَا أبو بكرٍ، حَدَّثَنَا عبيدة بن حميدٍ، عن يزيد بن أبى زيادٍ، عن تميم بن سلمة، عن مسروقٍ، عن ابن عباسٍ، قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأعرس من الليل، فرقد فلم يستيقظ إلا بالشمس، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلالًا، فأذن ثم صلى ركعتين. قال ابن عباسٍ: فما يسرنى به الدنيا وما فيها - يعنى الرخصة.
---------------
= بقيتا من شوال، وتلك هي الغرابة التى عناها ابن كثير، وهو عندى منكر بهذا التمام، وإن كان لبعضه شواهد.
• تنبيه: أعل حسين الأسد هذا الحديث بعلة أخرى غير الماضية، فقال: "فيه عنعنة أبى الزبير" كذا قال، والذى عليه التحقيق: أن الإعلال بعنعنة أبى الزبير مختص فقط بروايته عن جابر وحده؛ لكونه لا يدلس عن أحد من أهل الأرض سواه، راجع ما علقناه على ذيل الحديث [رقم ١٧٦٩].
٢٣٧٥ - صحيح: دون قول ابن عباس: أخرجه البزار [عقب رقم ٣٩٨/ كشف]، والطبرانى في "الكبير" [١١/ رقم ١٢٢٢٥]، وفى "الأوسط" [٥/ رقم ٥٥٥٦]، وغيرهما، من طريق عبيدة بن حميد عن يزيد بن أبى زياد عن تميم بن سلمة عن مسروق عن ابن عباس به ....
وليس عند الطبراني في "الكبير" قول ابن عباس في آخره، وهو عنده في "لأوسط" من قول مسروق، ولفظه: (وقال مسروق: ما أحب أن لى الدنيا وما فيها بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد طلوع الشمس ... ).
قلتُ: ومن هذا الطريق: أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" [٥/ ٢٥٤ - ٢٥٥]، وفى "الاستذكار" [١/ ٧٦]، وقال الهيثمى في "المجمع" [٢/ ٧٣]: "رجال أبى يعلى ثقات".
قلتُ: هو كما قال، لكن دون يزيد بن أبى زياد المكى، فهو ضعيف الحفظ، مضطرب الحديث، وكان قد كبر وتغير حفظه حتى صار يتلقن، وقد اختلف عليه في سنده، فرواه عن عبيدة بن حميد - وهو ثقة - على الوجه الماضى.
ورواه الإمام أحمد عن عبيدة فقال: عن يزيد بن أبى زياد عن رجل عن ابن عباس به مثل سياق المؤلف، هكذا أخرجه في "مسنده" [١/ ٢٥٩]، وهذا الاضطراب من يزيد بن أبى زياد بلا تردد، وقد مضى أنه مضطرب الحديث كما يظهر بجلاء لمن يسبر جملة من مروياته، وقد قال البزار عقب روايته: "لا نعلم روى مسروق عن ابن عباس غير هذا الحديث، ولا روى هذا متصلًا إلا عبيدة، ورواه غيره مرسلًا". =

الصفحة 50