كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 4)

٢٣٧٨ - حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حَدَّثَنَا أبو خالدٍ الأحمر، عن الضحاك بن عثمان، عن مخرمة بن سليمان، عن كريبِ، عن ابن عباسٍ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا ينْظُرُ اللَّهُ إلى رجُلٍ أتى رجُلًا، أَوِ امْرَأَةً فَى دُبُرِها".
---------------
= قال أبو نعيم عقب روايته في الموضع الأول: "هذا حديث غريب من حديث مالك وزياد متصلًا، تفرد به أحمد - يعني ابن حنبل - عن حماد، ورواه روح بن عبادة عن مالك بن أنس [بالأصل: (عن أنس بن مالك) وهذا قلب] عن زياد عنه من دون أنس، والمشهور الثابت من حديث الزهرى عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس ... "، وقال في الموضع الثاني: "هذا من غرائب حديث مالك، تفرد به حماد، وعنه أحمد".
قلتُ: ونقل ابن عبد البر في "التمهيد" [٦/ ٧١]، عن الإمام أحمد أنه قال عن تلك الرواية: "هذا خطأ، وإنما هو عن ابن عباس" قال ابن عبد البر: "ما قاله أحمد فهو الصواب؛ كذلك رواه يونس بن يزيد وإبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن عبيد الله عن ابن عباس".
قلتُ: ورواية هذين قد مضت، وذكرنا أن عقيل بن خالد قد تابعهما، إلا أن الإسناد إليه مغموز، ورأيت عبد الله بن دينار الشامى قد تابع هؤلاء عند الطبراني في "الأوسط" [٣/ رقم ٣١١٠]، وتمام في "فوائده" [رقم ٢٣٥]، وابن حبان في "الثقات" [٧/ ٣٣ - ٣٤]، والخطيب في "تاريخه" [٨/ ٤٣٧]، وابن عساكر في "تاريخه" [١٨/ ٦٠] من طريقين ضعيفين إليه به ... وعبد الله بن دينار نفسه ضعيف عندهم، فالذى يصح من ذلك: إنما هو رواية يونس بن يزيد وإبراهيم بن سعد عن الزهرى به على الوجه الأول .. ].
ولم ينفرد به زياد بن سعد عن الزهري به مرسلًا؛ بل تابعه معمر وابن عيينة على هذا الوجه المرسل، كما ذكره ابن عبد البر في "التمهيد" [٦/ ٧٣]. ثم نقل عن الحافظ الذهلى أنه قال: "والصحيح المحفوظ: ما رواه يونس وإبراهيم بن سعد، وما أظن ابن عيينة سمعه من الزهري".
قلتُ: والقول ما قاله الذهلى في "الزهريات" فهو أعلم الناس وأعرفهم بحديث الزهري صحيحه وسقيمه، حتى لقبوه بـ (وارث علم الزهرى) وقد يكون الوجه المرسل محفوظًا أيضًا، ويُحْمل على كون الزهرى كان ربما ذاكر به فيرسله، وهذا أولى عندى من تخطئة الثقات، واللَّه المستعان.
٢٣٧٨ - منكر: بهذا اللفظ: أخرجه الترمذى [١١٦٥]، والنسائى في "الكبرى" [٩٠٠١]، وابن حبان [٤٢٠٣، ٤٤١٨]، وابن أبى شيبة [١٦٨٠٣]، وابن الجارود [٧٢٩]، =

الصفحة 54