كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 4)

هريرة - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان ضخم الكفين، ضخم القدمين، حسن الوجه، لم أر بعده مثله - صلى الله عليه وسلم -.
---------------
= قلتُ: هذا إسناد قد اختلف فيه على قتادة على ألوان، فرواه عن همام على الوجه الماضى بالشك، وترى الحافظ في "الفتح" [١٠/ ٣٥٩]، يصرّ على أن التردد في هذا الطريق ليس من همام، وإنما هو من معاذ بن هانئ - راويه عن همام عند البخارى - فيقول: "والحق أن التردد فيه من معاذ بن هانئ، هل حدثه به همام عن قتادة عن أنس، أو عن رجل عن أبى هريرة؟ وبهذا جزم أبو مسعود والحميدى والمزى وغيرهم من الحفاظ".
قلتُ: وهذا عجيب من هؤلاء الحفاظ جميعًا، فلم ينفرد به معاذ بن هانئ عن همام على هذا الوجه؛ حتى يتسنَّى تعصيب التردد فيه برقبته، بل تابعه عليه ثلاثة من الحفاظ عليه، وهم:
١ - عبد الصمد بن عبد الوارث عند أحمد.
٢ - وهدبة بن خالد عند المؤلف والبيهقى.
٣ - وعمرو بن عاصم الكلابى عند ابن سعد.
كلهم رووه عن همام به مثل رواية معاذ بن هانئ بالتردد، فالحق أن التردد فيه من همام ولا بد، وقد خولف همام في هذا، خالفه جرير بن حازم، فرواه عن قتادة عن أنس به دون تردد، هكذا أخرجه البخارى [٥٥٦٧]، وابن سعد في "الطبقات" [١/ ٤١٤]، والبيهقى في "الدلائل" [رقم ١٨٧، ١٨٨]، والبغوى في "شرح السنة" [٦/ ٣٩٨،، والرويانى في "مسنده" [رقم ١٣٤٧]، وغيرهم نحو سياق المؤلف به ...
وزاد البخارى والبيهقى والبغوى: (وكان بسط الكفين) وهو مختصر عند الرويانى وابن سعد، وقد زاد فيه البيهقى زيادة في آخره مضت مستقلة عند المؤلف [برقم ٢٨٤٧].
وقد توبع جرير على هذا الوجه عن قتادة دون تردد فيه: تابعه معمر عند البخارى [٥/ ٢٢١٢/ طبعة البغا]، معلقًا - ووصله البيهقى في "الدلائل" [رقم ١٩٠]، والإسماعيلى في "المستخرج" كما في "الفتح" [١٠/ ٣٥٨]، ومن طريقه الحافظ في "التغليق" [٣/ ٢٦٥]، الفسوى في "تاريخه" ومن طريقه البيهقى أيضًا في "الدلائل" [عقب رقم ١٩٠]، ولفظه عند الجميع: (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - شثن القدمين والكفين) ولم يذكر الفسوى: (الكفين) فهذان لونان من الاختلاف في سنده على قتادة.
ولون ثالث، فرواه عنه أبو هلال الراسبى فقال: عن أنس أو جابر بن عبد الله به نحو سياق =

الصفحة 543