كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 4)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
= وهذا الحديث خاصة: قد جزم جماعة من الحفاظ بكون المحفوظ عن مسعر: هو قول من رواه عنه فقال: "عن زياد بن علاقة عن المغيرة بن شعبة به ... "، وستأتى أقوالهم تباعًا إن شاء الله.
نعم: ربما كان الوهم في هذا الحديث ليس من محمد بن بشر، وإنما هو من الراوى عنه عبد الله بن عون الخزار - وهو ثقة مأمون - فقد نقل ابن أبى حاتم في "العلل" [رقم ٥٥٤]، عن علي بن الحسين بن الجنيد الحافظ أنه قال: "سئل يحيى بن معين عن حديث حدثنا به عبد الله بن عون الخزاز، وكان ثقة بمكة، عن محمد بن بشر العبدى عن مسعر عن قتادة عن أنس ... " وساق الحديث ... ثم قال: "فقال: يحيى بن معين: الشيخ صدوق - يعنى عبد الله بن عون - والحديث لا أصل له".
قلتُ: يعنى: لا أصل له بهذا الإسناد، ثم قال ابن الجنيد: "إنما رواه مسعر عن زباد بن علاقة عن المغيرة بن شعبة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ".
ففى سؤال ابن الجنيد وجواب ابن معين ما قد يفهم منه: أن الخطأ في هذا الإسناد هو من عبد الله بن عون هذا، وهو قد تفرد به عن محمد بن بشر كما جزم به الطبراني وغيره.
فإن قيل: لم يتفرد به ابن عون عن محمد بن بشر، بل تابعه عليه الحسين بن عليّ بن الأسود عن محمد بن بشر به مثله ... ، عند ابن عدى في "الكامل" [٢/ ٣٦٨]، والبزار في مسنده" [رقم ٢٣٨٠/ كشف الأستار]، وإسناد ابن عدى ثابت إليه.
قلنا: هذه متابعة مفضوحة جدًّا، والحسين بن على هذا ... قد جزم ابن عدى بكونه كان لصًا يسرق الحديث، وقد قال عقب روايته: "والحسين بن عليّ بن الأسود سرق هذا الحديث من عبد الله بن عون"، وقبل ذلك قال: "وهذا يعرف بعبد الله بن عون الخزاز عن محمد بن بشر، ولم يروه من الثقات غيره ... [فرواه] عن محمد بن بشر فقال: عن مسعر عن قتادة عن أنس، وهو خطأ".
قلتُ: فها قد جزم ابن عدى بكون طريق أنس ما هو إلا خطأ، لكنه لم يذكر من الذي أخطأ فيه، أما البزر فإنه قال عقب الرواية الماضية: "لا نعلم أحدًا حدث بهذا الحديث بهذا الإسناد إلا الحسين ... [بن عليّ بن الأسود]، وعبد الله بن عون الخزاز، وقد رواه غيرهما عن محمد بن بشر عن مسعر عن زياد بن علاقة عن المغيرة بن شعبة ... وهو الصواب".
قلتُ: فعاد الحديث إلى ما رواه الجماعة عن مسعر، فإن صح ما قاله البزار من كون بعضهم =

الصفحة 563