كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 4)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
= (القاسم بن عبد الغنى) روى عنه جماعة من الأكابر؛ وترجمه الذهبى في "السير" [١٥/ ٣٣١]، ووصفه بالمحدث، ومثله في "العبر" [١/ ١٣٢]، وزاد: "وقع لنا جزء من حديثه" وكذا ترجمه ابن عساكر في "تاريخه" [٥٥/ ١٩٣]، وابن العماد في "الشذرات" [٢/ ٣٣٢].
فالظاهر أنه شيخ شامى صدوق على ما اشترطناه في رسالتنا المتعلقة بتحرير صفات المجهول وقبول خبره، على أن وصفه بالمحدِّث مما يقويه أيضًا؛ وإن لم يوثقه أحد نصّا، وكم في المتأخرين من محدثين أجلاء مشاهير لم يُؤثَر عن أحد توثيقهم! بل قد تكون الشهرة بالعلم والحديث والفضل كافية للراوى عن تطلمث توثيق له، وشرح ذلك تجده في رسالتنا المشار إليها.
٢ - وأحمد بن محمد بن أبى الخناجر: يقول عنه المعلق على "جامع بيان العلم" لابن عبد البر [١/ ٣٩ طبعة التوعية]: "لم أعثر له على ترجمة" كذا قال! وهو قصور منه؛ والرجل مترجم في "الجرح والتعديل" [٢/ ٧٣]، وفيه قول ابن أبى حاتم: "كتبنا عنه وهو صدوق"، وكذا ترجمه ابن عساكر في "تاريخه" [٥/ ٤٦٨]، ونقل فيه قول الحافظ محمد بن الحسن بن قتيبة: "ما كتبت في الإسلام عن شيخ أهيأ ولا أنبل منه - يعنى الخليل بن عبد القهار - ومن ابن أبى الخناجر".
قلتُ: وقيمة هذا الكلام يدركه من يعرف مقدار من روى عنه محمد بن الحسن بن قتيبة من الأجلة، وترجمه الذهبى أيضًا في "سير النبلاء" [١٣/ ٢٤٠]، ووصفه بـ"الإمام المحدث"، فالرجل ثقة محدث نبيل مشهور. وهو أبو عليّ أحمد بن محمد بن يزيد بن مسلم الأنصارى الأطرابلسى الشامى، وقد تصحف اسم أبيه عند ابن الجوزى في "الواهيات"، هكذا: (أحمد بن عبد الله بن أبى الخناجر)، ووقع عند الآبنوسى في "المشيخة": (أحمد بن محمد الحناجر) وكلاهما تحريف بلا تردد.
٣ - وموسى بن داود: يقول عنه ابن الجوزى: "مجهول" وأعل هذا الطريق به، وهذا من أوهامه ومجازفاته، بل موسى هذا هو ابن داود الضبى أبو عبد الله الطرطوسى الثقة الفقيه الصالح الزاهد من رجال مسلم المحتج بهم في "صحيحه" فأنى يُجهل مثله؟! وباقى رجال، الإسناد بغنية عن التعريف إلا أن يشاء ابن الجوزى أو غيره.
فهذا الإسناد على نظافته؛ قد استغربه الحافظ ابن شاهين كما نقله عنه السخاوى في "المقاصد"، ولعل وجه الغرابة فيه: أنه لا يُعرف له مخرج عن حماد بن سلمة إلا من هذا الطريق، وحماد له أصحاب كثيرون يحملون حديثه ويتناقلونه بينهم؛ أمثال عفان بن مسلم، =

الصفحة 567