كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 4)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
= قلتُ: وهذا سند منكر جدًّا، ومحمد بن خالد هذا شيخ هالك، تركه جماعة؛ وكذبه ابن معين بخط عريض، بل صح عنه كما أخرجه ابن عدى في "الكامل" [٦/ ٢٧٢]، أنه قال: "محمد بن خالد بن عبد الله الواسطى كذاب، إن لقيتموه فاصفعوه".
قلتُ: أما تكذيبه فقد قبلناه منك، وأما الصَّفْعُ، فهذا من شأن الحاكم، ومحمد بن خالد من رجال ابن ماجه وحده، راجع ترجمته من "التهذيب" وقال الحافظ في "المطالب" [عقب رقم ١١٤٥]، بعد أن ساق إسناده من طريق المؤلف.
"قلتُ: أخطأ فيه محمد بن خالد الطحان، وإنما هو يزيد الرقاشى لا قتادة".
قلتُ: يعنى أن الذي يرويه عن أنس هو (يزيد الرقاشى) دون (قتادة) فوهم فيه محمد بن خالد كما ترى، وكان ابن معين ينكر روايته عن أبيه عن ابن أبى عروبة، كما نقله البخارى في "تاريخه" [١/ ٧٤]، عن ابن معين.
والمحفوظ عن ابن أبى عروبة إنما هو عن يزيد الرقاشى عن أنس به ... ، هكذا رواه عنه كهمس بن المنهال كما يأتى عند المؤلف [برقم ٤١١٧]، وكهمس فيه ضعف، وقد خولف فيه أيضًا، خالفه عبد الأعلى النرسى، فرواه عن ابن أبى عروبة فقال: عن رجل عن يزيد الرقاشى عن أنس به ... ، فذكر فيه واسطة مبهمة بين سعيد والرقاشى، هكذا أخرجه ابن أبى عروبة في كتابه "المناسك" [رقم ١١٨/ رواية عبد الأعلى عنه]، وهذا هو المحفوظ عن ابن أبى عروبة بلا تردد.
وعبد الأعلى من أثبت الناس في ابن أبى عروبة، وكان ممن سمع منه قديمًا قبل اختلاطه، وسعيد مدلس ليس بالمكثر، فلعله دلس ذلك الرجل المبهم بينه وبين الرقاشى في طريق كهمس عنه، وقد توبع عليه ذلك الرجل الغامض عن يزيد الرقاشى، تابعه الربيع عن صبيح عند الطيالسى [٢١٠٥]، وزاد: (ويوم الجمعة مختصة من الأيام).
والربيع ضعفه جمهرة النقاد لسوء حفظه، لكنه توبع عليه:
١ - فتابعه مرزوق أبو عبد الله الشامى - مقرونًا مع الربيع - عند المؤلف [٤١١١]، والطحاوى في "شرح المعانى" [٢/ ٢٤٥]، والحارث في "مسنده" [رقم ٣٤٩/ زوائده]، وليس عندهم النهى عن صوم يوم الفطر، وفى رواية للحارث [رقم ٣٤٨]، مثل سياق المؤلف.
ومرزوق هذا وثقه ابن حبان؛ ومشاه ابن معين. =

الصفحة 575