كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 4)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
= في "تاريخه" ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" [٥٩/ ٣٩٩]، عن ابن معين أنه قال: "قال معمر: جلست إلى قتادة وأنا صغير، فلم أحفظ عنه الأسانيد".
ثم جاء همام بن يحيى ورواه عن قتادة فقال: عن عكرمة عن ابن عباس (أن زوج بريرة كان عبدًا أسود يسمى مغيثًا، قال: فكنت أراه يتبعها في سكك المدينة، يعصر عينيه عليها؛ قال: وقضى فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - أربع قضيات: أن مواليها اشترطوا الولاء، فقضى النبي - صلى الله عليه وسلم -: الولاء لمن أعتق؛ وخيرها فاختارت نفسها؛ فأمرها أن تعتد، قال: وَتُصُدِّقَ عليها بصدقة؛ فأهدت منها إلى عائشة - رضى الله عنها - فذكرت ذلك للنبى - صلى الله عليه وسلم - فقال: هو عليها صدقة، وإلينا هدية).
أخرجه أحمد [١/ ٢٨١، ٣١٦]، - واللفظ له - وابن أبى شيبة [٢٩١١٤]، والبيهقى في "سننه" [١٤٠٤٢]، وابن سعد في "الطبقات" [٨/ ٢٥٧]، وابن عبد البر في "التمهيد" [٣/ ٥٠]، وفى "الاستذكار" [٦/ ٦٨]، والطحاوى في "المشكل" [١١/ ٢٠]، وغيرهم.
فهكذا رواه همام على هذا السياق عن قتادة، وجعله من (مسند ابن عباس)، والصواب أن الذي من (مسند ابن عباس) هو أول الحديث حتى قوله: (يعصر عينيه عليها) فعلى نحو هذا القدر تربع عليه همام عن قتادة، تابعه شعبة وسعيد بن أبى عروبة وغيرهم، بل وهكذا رواه همام نفسه عن قتادة بنحو تلك الجملة عند أبى داود [٢٢٣٢]، والطحاوى في "شرح المعانى" [٣/ ٨٢]، وغيرهم.
ورواية سعيد عند الدارقطنى في "سننه" [٣/ ٢٩٣]، ورواية شعبة عن قتادة أيضًا بنحو هذا القدر أيضًا عند البيهقى في "سننه" [١٤٠٤١]، وهى أيضًا عند البخارى [٤٩٧٦]، مقرونة مع رواية همام كلاهما عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال: (رأيته عبدًا - يعنى زوج بريرة) فهذا القدر ونحوه كما مضى هو المحفوظ عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس، أما سائر سياق همام في روايته الأولى عن قتادة: (قال: وقضى فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - أربع قضيات .... إلخ) فهذا الكلام إلى آخره ... المحفوظ أنه من مرسل قتادة، ليس فيه عكرمة ولا ابن عباس.
فهكذا رواه ابن سعد في "الطبقات" [٨/ ٢٥٩]، عن عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد بن أبى عروبة عن قتادة: (أن نبى الله - صلى الله عليه وسلم - قضى في بريرة أربع قضيات ... ) وساقه مثل سياق همام الماضى.
وابن أبى عروبة أحفظ وأثبت في قتادة من همام بلا خلاف يعتد به، فيكون همام قد أدرج قول =

الصفحة 582