كتاب مسند أبي يعلى - ت السناري (اسم الجزء: 4)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
= إِذا عرفت هذا: علمت أن الحديث صحيح بتلك الجملة الأولى منه فقط، أما سائره فهو من مرسل عكرمة به ... ، وما كان المرسل حجة يومًا من الدهر إلا إذا اعتضد.
نعم: قد وقفت على ما يقوى مرسل عكرمة إن شاء الله، فقال الطبراني في "الأوسط" [٧/ رقم ٦٩٧٤]: (حدثنا محمد بن عليّ المروزى ثنا مطهر بن الحكم المروزى، ثنا عليّ بن الحسين بن واقد عن أبيه عن مطر (الوراق)، حدثنى الحسن (البصرى)، عن أنس بن مالك في قوله: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (١)} .... ) ثم ساق الحديث مثل سياق المؤلف له هنا ...
وهذا إسناد ضعيف، إلا أنه محتمل، وعلته هو مطر بن طهمان الوراق الخرسانى، تكلموا فيه من قبل حفظه، وروى له مسلم في المتابعات كما جزم به الحاكم صاحب "المستدرك"، وعنعنة الحسن البصرى مجبورة بإكثاره من الرواية عن أنس، فراجع ما علقناه على الحديث الماضى [برقم ٢٧٥٦]، وباقي رجال الإسناد مقبولون معروفون؛ فالحسين بن واقد قوى الحديث صاحب سنة؛ وولده عليّ صدوق متماسك؛ ومطهر بن الحكم المروزى لم أعثر له على ترجمة شافية، لكنى قد وجدت ابن ماكولا قد ذكره في "الإكمال" [٧/ ٢٠٢]، وقال بعد أن ذكر روايته عن علي بن الحسين بن واقد وغيره: "روى عنه أبو داود وابنه أبو بكر ... " وأبو داود هو صاحب السنن؛ فإن ثبتت روايته عن مطهر؛ فالرجل ثقة معروف، لكون أبى داود لا يروى إلا عن ثقة عنده كما قاله الحافظ في ترجمة (الحسين بن عليّ بن الأسود) من "التهذيب" [٢/ ٢٩٧]، وكذا قاله في ترجمة (داود بن أمية).
وشيخ الطبراني (محمد بن عليّ المروزى) هو محمد بن عليّ بن محمد بن إبراهيم الثقة الحافظ المشهور؛ له ترجمة في تاريخ بغداد [٣/ ٦٨]، وغيره.
ووجدت له طريقًا ثالثًا عن أنس قال: (لما نزلت: {وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ} [الأحقاف: ٩] نزل بعدها: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} فقالوا: يا رسول الله: قد علمنا ما يفعل بك؛ ما يفعل بنا؟ فأنزل الله: {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا (٤٧)} قال: والفضل الكبير: الجنة).
أخرجه البيهقى في "الدلائل" [رقم ١٥٠٤]، وسنده ضعيف أيضًا، وهو طريق قاصر الشهادة كما ترى، فالعمدة على طريق مطر عن الحسن عن أنس به ... الماضى عند (الطبراني) وهو طريق ضعيف كما قد عرفت، لكنى أرجو أن يتقوى به مرسل عكرمة إن شاء الله ... =

الصفحة 592