. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
=منه - عن عكرمة عن ابن عباس به ... ، هكذا أخرجه أبو نعيم في "الحلية" [٥/ ١١٩]، والسلفى في "مشيخة ابن الحطاب" [رقم ٦١]، والدارقطنى في "الأفراد" [رقم ٢٥٣٨/ أطرافه]، ومن طريقه ابن الجوزى في "المتناهية" [٢/ ٨٩٠]، وقال أبو نعيم "غريب من حديث عمر - يعنى ابن ذر -، لم نكتبه إلا من هذا الوجه].
قلتُ: ونحوه قال الدارقطنى. وآفته إبراهيم بن بكر الماضى حاله قريبًا، ثم جاء عمرو بن الحصين العقيلى - كذبه الخطيب - وروى بكل وقاحة عن محمد بن علاثة عن الحكم بن أبان عن وهب بن منبه عن ابن عباس مرفوعًا قال: (موت الغريب شهادة، إذا احتضر فرمى ببصره عن يمينه وعن يساره لم ير إلا غريبًا، وذكر أهله وولده وتنفس، فله بكل نفس تنفَّسه يمحو الله ألفى ألف سيئة، ويكتب له ألفى ألف حسنة).
كذا أخرجه الطبراني في "الكبير" [١١/ رقم ١١٠٣٤]، وهو بهذا التمام كذب موضوع سمج، عمرو بن الحصين قد كذبه الخطيب بخط عريض، وأسقطه سائر النقاد، ونحوه شيخه ابن علاثة، كذبه الأزدى ووهَّاه غيره، وتوثيق ابن معين له يدل على عدم معرفته بحاله، والحكم بن أبان وإن تكلم فيه بعضهم، إلا أنه لا يحتمل مثل تلك الفضيحة، فلْيتقاسمها عمرو الحصين وشيخه، أو ليحملها أحدهما على عاتقه موزورًا.
ثم وجدت يحيى بن سعيد العطار قد قال: "أخبرنى عبد العزيز بن أبى رواد عن عكرمة عن ابن عباس قال: موت الغربة شهادة" هكذا ذكره موقوفًا، أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" [رقم ٢٠٠٠] عن يحيى به ...
وهذا إسناد منكر أيضًا، والحديث لا يصح موقوفًا ولا مرفوعًا ولا مرسلًا ولا معضلًا، ونعيم وشيخه العطار من مشكاه واحدة، كلاهما يأتى بالمناكير عن المشاهير، وإن كان العطار أسوأ حالًا، ونعيم عندنا في غير الراوية: إمام في السنة زاهد قدوة جليل القدر.
والحديث قد جزم ابن معين بنكارته كما حكاه عنه ابن الجنيد في "سؤالاته"، وكذا نقله ابن الجوزى في "العلل المتناهية" [٢/ ٨٩٢]، عن أحمد والبخارى، وكذا ضعفه الحافظ في "التلخيص" [٢/ ١٤١].
ومن الطرائف، أن الدارقطنى لما ذكر في "علله" الاختلاف في سنده على (الهذيل بن الحكم) صحَّح قول من رواه عن الهذيل وجعله من (مسند ابن عمر)، فظن عبد الحق الإشبيلى لما وقف=